انهم الشباب الذين يشكلون 70 بالمئة من سكان العراق . يعتبر الشباب من اهم المقومات الاساسية للدولة لانهم يشكلون البعد المحوري في نهضة الوطن ومستقبله . بما ان الدولة لديها الرغبة في التطوير والبناء ومحاربة الفساد وهذا ما يتجلى في خطابها السياسي والاعلامي اذن لابد ان تركز على ما يمكن الاستفاده منه في هذا الاطار وهم النخب الشابة . حيث نلاحظ وجود ارادة وطنية جديدة في عقد الاتفاقيات الاقتصادية التي من شأنها ان تضع العراق في مكان مشرف ومميز ومهم بين دول العالم . مهمتنا جميعا سواء كنا داخل المؤسسات المدنية او الحزبية ان نهتم بالشباب وان لا نكون اوصياء عليهم ولا قامعين لافكارهم وتطلعاتهم ‘ ولكن رعاة في اسداء النصيحة ونقدم لهم ما نستطيع من خلال خبرتنا وتجربتنا الطويلة ‘ اضافة الى التركيز على تدريبهم وتأهيلهم ورفع مستوى وعيهم واعدادهم اعدادا يتكيف مع معطيات الواقع وتحدياته المختلفة ‘ حتى يتمكنوا من التصدي لمتطلبات الحياة والمستقبل بروح مسلحة بالفكر والمعرفة والتفاؤل . من هنا يجب ان يكون لشباب العراق اسهامات مباشرة في صناعة المشروع الوطني وبناء اساسياته . تبقى على عاتق الشباب مهام كثيرة في مقدمتها الاهتمام بالقراءة ومتابعة ثورة التقنيات والاتصالات والتواصل مع اقرانهم في التفاعل والمشاركة والاطلاع على كل ما هو جديد في عصر الذكاء الصناعي حيث البقاء للاكثر وعيا وعلما . خاصة وان عالمنا اصبح عالما مفتوحا على كل شي ‘ وعليك ان تقيم وتصنف كل ما يقع في طريقك من تجارب او افكار او نظريات وفصل الغث من السمين من خلال الوعي الصحيح والمتوازن . مهمة تحصين الشباب ليست مهمة سهلة خاصة وان كل شي اصبح في متناول اليد . مع ذلك لابد من تثقيف الشباب على مبدا المواطنة وحب الوطن والتمسك بالقيم التربوية الاصيلة والحوار . الشباب هم امل الامة ومستقبلها ولانهم كذلك لابد من تعظيم دورهم في خدمة الوطن ودعم مشاريعهم الجديدة حتى لو كانت صغيرة واشراكهم في المؤتمرات سواء كانت محلية او اقليمية . اضافة الى المنتديات التي تقيمها الدولة والتي تساهم في توعية الشباب توعية سياسية ناضجة وعصرية . بعض الشباب يؤمنون بالتغييرات السريعة في حين ان هناك من يؤمن بالتغيير ( بالطرق الباردة ) التي تأتي على شكل مراحل . وبسبب بطء عملية التغيير التي طالت تحول الكثير من هؤلاء الشباب الى النشاط السياسي والاولى كان يفترض توجيههم الى الانشغال بالانتاج الوطني والفكري والثقافي والمعرفي بعد ان ابتعدنا عن قضايا الانتاج والاصلاح والبناء بسبب تراكم حقب كثيرة من التحديات والازمات والارهاب التي مر بها الوطن وضاعت الكثير من الفرص وانعدام التكافؤ . كل هذه الامور كانت انعكاساتها مباشرة على اقتصادنا الوطني . هناك ظاهرة اخرى وهي الصراع الموجود بين جيلين ( جيل الشباب وجيل من سبقهم ) ولكي نتفادى هذا الصراع والتصادم لابد ان يتواصل الكبار مع الصغار من خلال وجود قنوات مفتوحة بين الطرفين للتفاهم من حيث الاستثمار في الفكر والتجربة وصقلها في اطار واقعي وعملي على ان لا نستغل فضاء الحرية لان الحرية لها ضوابط واطر خاصة في اوضاع الوطن فهي ممنوحة في ظروف محدودة وعليه لابد للمواطن على مستوى الكتابة والنقد ان يراعي وضع قيود ذاتية على نفسه وعلى النظام السياسي لاسباب منها ان هذا النظام قد ازاح عنا كاهلا ثقيلا وكابوسا كبيرا وهم المنظمات الارهابية وداعش . اضافة الى ان هذا النظام هو الخيار المناسب لواقعنا مع عدم وجود بدائل مناسبة. الشي الاخير والمهم انه ليس امامك ان تفشل . ان الاضرار بالمصالح العليا للبلاد تضرب بالصميم اهدافنا الاستراتيجية . خاصة ونحن امة مستهدفة من الخارج . ولان العراق منارة في المنطقة كان مطلوبا ان نسقط مثلما سقطت الكثير من البلدان الاخرى . العراق مركز الثقل الكبير والبلد المحوري الذي يجب على شبابنا ان يتحملوا مسؤولية حمل شعلة المستقبل ويتقدموا بعزم في طريق البناء والتنمية والازدهار .