بالتفاتة مهمة ونادرة وتنم عن وعي وتاصيل وتجذير عراقي واهتمام فني برؤية حضارية اتصل بي الفنان محمد هادي الزميل الإعلامي واستاذ قسم الموسيقى في معهد الفنون الجميلة .. وقد طلب ما لم اتوقعه .. اذ فتح ملف القاء لاعبي المنتخبات العراقية للنشيد الوطني وترديده اثناء البطولات الخارجية وهي منقولة عبر وسائل الاعلام مشيرا الى نقاط مهمة من قبيل : ان ألقاء اللاعبين لم يرتق الى الروح والالفاظ والاحاسيس المطلوبة .. جراء ترديده بصورة عشوائية لا تنسجم مع ( النوطة ) او السلم الموسيقي حسب اصطلاح الاخوة الموسيقيين جراء الحماسة التي يتمتع بها اللاعبين اثناء البطولات مما يشوه مخرجات النشيد التي قد لا تؤدي الغرض المطلوب وربما يسيء فهمها من قبل الاخرين خصوصا وان البطولات منقولة ومشاهدة من الملايين داخل الملاعب خارجها ..
وقد ناقشنا أفكار وطرح الرجل مقترحات تجلت بها المسؤولية والروح الوطنية فضلا عن الاخلاق الرياضية وحب الملاعب والمهنة والحرص على مخرجات الفنون في محلها وأداء رسالتها بأفضل شكل .. حتى اقترح ان يقدم جهوده الطوعية لتدريب اللاعبين ويعطيهم حصة لحنية بذلك باي مكان يرتاون بالمعهد او وزارة الشباب او اتحاد الكرة او في مركز افرست لتدريبهم في وحدة لحينة جماعية ممكن ان تدربهم وتعلمهم الأداء الصحيح وفقا للسلم الموسيقي ومخرجاته الفنية وبالقاء مطلوب يحقق المطلوب .
قبل ذاك بسنوات حدثني الأستاذ الملحن علي سرحان عن إمكانية كتابة نصوص غنائية رياضية لتشجيع الأندية تحمل معان وطنية وقيم أخلاقية ومفردات رياضية تشجيعية وتحث على تقديم الأفضل للملاعب بفكرة سبق ان تم تداولها اكثر من مرة معه ومع غيره من الاخوة الفنانين لكن للأسف لم نجد الأرضية المناسبة او الجهات المتعاونة لذا تعطل المشروع مع أهميته في تطوير مخرجات التشجيع واظهارها ووضعها بقالب حضاري يمثل صورة حسنة للبلد ولجماهيرنا وانديتنا العزيزة ..
ففي بلدان اوربا وبقية الدول المحترفة لطالما ادهشتنا تلك الأغاني والموشحات والهوسات الوطنية الملحنة الخالدة التي يتغنى بها مشجعي الأندية بصورة رائعة ومناظر جميلة وبمفردات واحاسيس متعالية معبرة … تجعل المشجع يشعر بالانتماء ويفتخر بكلماته ونشوة اشتراكه الجماعي مع جماهير ناديه بمختلف توجهاتهم واماكنهم وكانها وسيلة موحدة وبشعارات هادفة رائعة متحضرة .. هنا يكمن بيت القصيد .. بدل استخدام الفاظ وتعابير بعضها غير لائق وربما يخدش الحياء ويمثل ثقافة غير لائقة ولا تنسجم مع مجتمعنا وقيمنا العربية والإسلامية سيما منها ما ينقل بالتلفاز وبوسائل التواصل ويشاهد من قبل الالاف وملايين المتابعين وما يشكله من حرج للاخوة العاملين في وسائل الاعلام الرياضي وكذا المتواجدين في الملاعب من جماهير عزيزة ولاعبين وملاكات تدريبية وإدارية وغيرهم . !
والله من وراء القصد وهو ارحم الراحمين !