مَاذَا تَعْتَقِدُ يَا ظَالِمِي؟ مَاذَا تَظُنُّ بِعَالَمِي؟
أَلِأَنَّكَ حَقًّا قَاتِلِي يُهَيَّأُ لِعَقْلِكَ أَنَّنِي
أَهَابُ مَدَافِعَكَ اللَّعِينَةَ وَتَظُنُّنِي
قَدْ أَخْشَى شَيْئًا غَيْرَ اللهِ وَأَنَّنِي
سَأَكُونُ ذَلِيلًا مِثْلَكَ وَلِلْكِلَابِ أَنْحَنِي؟
أَخْبِرْنِي مَاذَا تَظُنُّنِي؟
أتَظُنُّ لِأَنَّكَ طَاغِيَةً بِالْأَلَمِ وَالْجُوعِ حَاصَرْتَنِي؟
قَدْ أَرْفَعُ رَايَةً بَيْضَاءَ وَأَخْضَعُ لَكَ أَوْ أَنْجَلِي؟
أَتَظُنُّنِي أَتْرُكُ أَرْضِي لِأَنَّكَ بِالْقَمْعِ قَهَرْتَنِي؟
وَاللهِ مَازِدْتْنِي إِلَّا عَزِيمَةً وَسَأَبْقَى مَهْمَا كَسَرْتَنِي
أَخْبِرْنِي مَاذَا تَظُنُّنِي؟
أتَظُنُّ أَنَّنِي الْخَاسِرُ لِأَنَّكَ مِنْ دَارِي جَرَّدْتَنِي؟
وَأَنَّكَ حِينَ تَجْعَلُنِي رُفَاتًا أَنَّكَ بِالْفِعْلِ قَتَلْتَنِي؟
وَتَظُنُّ حِينَ أُصْبِحُ أَشْلَاءً أَنَّكَ قَدْ هَزَمْتَنِي؟
هَيْهَاتَ أَنْ أَتْرُكَ لَكَ أَرْضِي وَلَوْ بِالْقَبْرِ وَضَعْتَنِي
أَخْبِرْنِي مَاذَا تَظُنُّنِي؟
أَخْبِرْنِي كَيْفَ سَتَحْيَا وَكَيْفَ سَتَأْلَفُ ضَرَبَاتِي؟
أَخْبِرْنِي لِأَنَّنِي لَنْ أَتْرُكَ ثَأْرِي أَوْ أَنْسَى حَتَّى مُعَانَاتِي
أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تَجَبَّرْتَ وَدَمَّرَتَ أَمْنِي وَ حَيَاتِي
كَيْفَ سَتُحَقِّقُ النَّصْرَ وَكَيْفَ سَتَتَخَطَّى الْآتِي؟
أَخْبِرْنِي مَاذَا تَظُنُّنِي؟
أَخْبِرْنِي أَوْ دَعْنِي أُخْبِرُكَ أَنَّنِي سَأُعِدُّ عَتَادِي
وَأَدُكُّ حُصُونَكَ وَأُخْرِجُكَ مَذْلُولًا وَأُعِيدُ بِلَادِي
سَتَرَانِي قَرِيبًا وَ إِنْ مِتُّ سَتَرَانِي بِجَانِبِ أَوْلَادِي
رُوحًا أَوْ طَيْفًا تُرْهِبُكَ وَأُعِيدُ تَارِيخِي وَأَمْجَادِي
فَلَا تَظُنَّ أَنَّكَ مُنْتَصِرٌ حِينَ تَرَى بَعْضَ رُفَاتِي
سَأَكُونُ قَرِيبًا مُنْتَقِمًا وَأَثْأَرُ لِلْيَوْمِ وَلِلْمَاضِي.