عزيزي يا صاحِب الظّل الطّوِيل:
لماذا من بين آلافِ الوجوه التي تعبرنا لا نسقطُ إلا في حبِّ الوجْه الذي لا نملكُ رؤيته إلا بشقِّ الأنفُس؟
لماذا من بين كلّ الأكتافِ المُلاصقة لنَا لا يسقطُ رأسُنا إلا على الكتفِ الذي بينَنا و بينهُ مسَافة الأرضِ و العـَادات و المُجتمع،
كانت منهمكة تكتبُ هذه السطور في دفترها الذي تسرد فيه يومياتها ….
انا لم اراك في الحقيقة ابداً لكنني اشعرُ بك … حين اكون حزينة… تزورني في احلامي … وعند اليقظة ارى ظلك يحتظنني وانا اسير في الشوارع بعد الغروب … وكأنك تحميني ،لابل انت تحتويني دون ان تعلم ذلك … وهل ستكون بيننا صدفة؟ هل سأراك تقفُ امامي بدلاً عن ذالك الظل ؟
انا اجلس على ضوء شموعي مساءً واحاولُ ان اتخيلك … سيقانه طويلة اكتافه عريضة ربما هو ملتحي او قد يكون عجوزاً ؟ انا لا اعرف لماذا هذا الحلم الذي يشبه الحقيقة ! اوربما هذه حقيقة تشبه الحلم … حاولت مراراً ان اقف عكس الضوء حتى ارى ظلي لكنني فشلت لايظهر لي باستقامةٍ كاملة …. قد انجحَ في تخيلك لكنني فشلت في وصفك … وماذا يمنعك من مواجهتي ؟ فأنا انتظرت كثيراً حتى التقيك … هل قصتي ستكون اشبة بالخيال ؟ فأنني اخافُ سردها ربما يتهمونني بالجنون او بشرود الذهن ، هل اترك رسالة لك ؟ وماذا مفادُ عنوانها ، اذاً سأكتبَ لظلك حتى تصلك . ايها الظلَ المرافق لي ….مساء الخير …
ماهو اسمك ؟ وكيف عرفت مكاني … هل انت بقايا امل…. اتى لي ؟ ام انهكتك الحياة حتى فقدت ملامحك وبقي ظلك ؟ هل انت حقيقة ام من وحي الخيال ، حسناً تركتُ رسالتي على شرفة المنزل وتحت ضوء القمر … دخلت للنوم في غرفتها واسدلت الستار … استيقضت باكراً لتذهب الى عملها … خرجت من سور المنزل وتذكرت مادار بها في المساء وعادت حتى تاخذ الرسالة وتقطعها فليس من المنطق ان تخاطب الظل وربما هذا الظل الذي يتبعها هو مجرد صدفة لا اكثر …. عادت مسرعه فلم تجد الرسالة في الشرفة ؟؟؟ الرسالة اختفت ؟! ذهول وصدمة ولحظة صمت ؟ اذاً انني اخاطبَ الظل ؟؟ هو حقيقي وليس من وحي الخيال ؟
ذهبت للعمل وعادت مساءً ولا زالت مشغولةً بتلك الرسالة كتبتها بعفوية وحتى انها لم تعتني بالخط وظلت تسأل نفسها ربما الرياح اخذتها للحدائق المجاورة او على حافات الطريق ؟ جلست في مكانها المعتاد في المنزل واوقدت شموع المساء ….. تعد الشاي ومن خلفها الشرفة المطلة على حديقة المنزل وهيّ تضع السكر في كوب الشاي وترا ذالك الظل الطويل الذي ارتسم على حائط المطبخ وصولاً لطاولة الشاي …. ارتجفت يدها ولم تستطع ان تدير رأسها …. اغمضت عينيها وفتحتها بيطئ ….. ربما انني مرهقةٌ اليوم من كثرة العمل …. جلست في مقعدها المعتاد …. وهي تنظر للشرفة ؟؟ وردةٌ حمراء … تجلس داخل ظرفٍ ابيض هذه رسالة ؟؟ نعم هذه رسالة ؟؟ خرجت مسرعةً للشرفة بين الخوف واللهفة لتحمل تلك الرسالة وتفتحها بسرعه دون تردد او ادنى تفكير …. لتجد بعض السطور المتقطعة والتي كتبت بأرتباكٍ وعجلة ….. مساء الخير… انا صاحب الظل الطويل …… ربما الوقت غير مناسبٍ الان وربما الظروف غير ملائمة ….. لكنني ارافقك في الاماكن الصعبة والمزدحمة … حرصاً مني …. وقد تشاهدينني في احلامك حباً مني …. وانتي تقرأين رسالتي الان لانني رجلٌ حقيقي ولستُ من وحي الخيال …. ربما الحياة سارت معي باتجاهٍ معاكس وربما لانكِ تشبهينني كثيراً … فقصتكِ تشبة قصتي … فأنا ياسيدتي اعشق وحدتي مثلكِ تماماً واجلسُ على ضوء الشموع مساءً … وابحثُ عن احتاوءٍ لقلبي وربما المتشابهون يلتقون دوماً دون صدفة ……. ربما لن تريني الان …. لكن للحديث بقة وحتماً …… سنلتقي