ثمة سؤال يطرح نفسه دائما – علينا قبل كل شيء التجرد الا من الإحساس الوطني والضرورة المهنية – : ( ماذا لو نشطت الزراعة في العراق – على سبيل المثال لا الحصر مع كامل الاحترام للاخوة العاملين في الوزارة ودورها التاريخي المأمول والمنشود بخدمة البلد – وأصبحت قوة مالية اقتصادية كبرى تفوق بقية المؤسسات .. الإجابة بسهولة ستكون كالاتي : ( يتم تأسيس نادي الزراعة ونتيجة حتمية للامتيازات التي ستمنح لأعضاء ادارته .. سيتم تشجيع اخرين من ذات الوزارة لتاسيس نادي آخر باسم ( نادي البلوط ) . ثم يتطور الامر لتاسيس آخر بمحافظة أخرى باسم ( نادي التمور) وبمنطقة أخرى ( نادي الحنطة ) وبمدينة آخر ( نادي الشلب ) وآخر (نادي البرتقال ) … وهكذا كلما زادت ميزانية الزراعة باضطراد زادت الرغبة والحاجة والضرورة لتاسيس نادي آخر باسم جديد يمثل احدى منتجاتها الزراعية ) .. وبعد الأرباح الضخمة والتطورات المهولة تتاهل جميع اندية الزراعة الى دوري الكرة الاحترافي العراقي – وعمليا لا مانع يمنعهم من ذلك اذا ما توفرت المنشئة والمال والإدارة الراغبة والمدعومة بجمهور معين .. عند ذاك ستحدث مشكلة كبرى يمكن تسميتها بأزمة ( الشلغم الكروي ) اذا ما قدمت إدارة ( نادي الشلغم) طلب للتاسيس .. ورفض من قبل الجهات المعنية .
بهذا الوضع الشاذ القائم والمحتمل جدا في ظل العشوائية المتنفذة والارتجالية السائدة وتغليب المصالح الشخصية والفئوية الطاغية على حساب المصالح الوطنية العامة .. ماذا ستفعل الحكومة والجهات المعنية وما هي الإجراءات التي يمكن ان تتخذها كعلاجات ناجعة هادئة موضوعية ممكنة باجواء انتخابية أصبحت فيها الكتل مضغوطة من قبل قوى ومصالح متشابكة شائكة اختلط بها الحابل بالنابل والحق والباطل واخذت تستخدم قواها واذرعها في وسائل متنوعة (كالتظاهر) كحق مشروع يكفله الدستور .. وما تنطوي عليه من تسقيط وتشهير وتعكير الأجواء حد التاثير على سلطة القرار .. واذا ما اضفنا لها مواقع التواصل وتاثيرها العلني الفاعل المؤثر والخطير مع انعدام أي خطط رقابية حسابية صارمة للمخالفين سيجعل من العلاجات بهذا الجانب تكاد تكون اما ترقيعية او وقتية او شكلية بلا فائدة ترتجى .
قطعا الوضع ليس بهذه العتمة والتشائمية السائدة او يحاول البعض تسويقها وتصويرها هكذا تهديدا او وعيدا او تقييدا او ارباكا للمشهد كي يبقى ( يغرف ويوصوص ) كما في الامثال الشعبية موغلة التاريخ ..
هناك ثلاث إشارات وان لم تكن مباشرة لكنها تسهم في إيجاد حل ممكن ومتيسر وواقعي اذا ما التفت صانع القرار لها تتمثل في : –
1- المشاريع البديلة ( اما ما هي وكيفيتها فتلك قصة أخرى ) .
2- التعاون وتطوير مخططات (الدرجالية) التي اعد بعضها ما زال قائم بمعزل عما آل اليه الحال حتى الان .
3- الفلسفة والاجندة الكنتاكية كوجبات سريعة مظهرها الخارجي غذائي تجاري ربحي فيما مخرجاتها اجتماعية بحتة .
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق والمرتجى بتحسين الأحوال

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *