( الأغنياء الذين يعتقدون الفقراء سعداء ليسوا أكثر غباء من الفقراء الذين يعتقدون أن الأغنياء سعداء ).
هذه المقولة الفلسفية اعجبتني جدا مع اني لم اعرف قائلها لكنها تحوي الكثير مما يحتاجه الانسان في متابعة موضوع الفقر ومحاولة الكتابة فيه لهم واحساس والم اجتماعي يجب ان يعالج فان المشهد استنطق العقل الباطن وحرك حبر القلم .. حينما كنا بطريقنا انا وصديقي د كاظم الربيعي للمشاركة بالقاء محاضرة مشتركة عن الإصلاح الرياضي الذي اعده جزء من الإصلاح المجتمعي العام … اذ لا يمكن اني يكون بلد ما قد بلغ مرحلة التحضر بمجال ويكون متخلف بمجال حياتي آخر … فالحضارة الإنسانية منظومة ووحدة متكاملة .. وقد اخذتنا المصادفة لاحتساء الشاي بواحدة من اجمل مقاهي مدينة الكرادة التي تعد من افضل مدن العراق وأكثرها تقدما وجمالا .. اذ تعج بمقرات القيادات السياسية ومناطق سكناهم فضلا عما تحويه من مراكز سلطة ومؤسسات وبيوت ومقرات عمل مسؤولين ونخب مجتمعية متنوعة .. مدة جلوسنا لم تستغرق اكثر من ربع ساعة – بلا مبالغة – مر بنا اكثر من خمسة عشر متسول .. بهم العربي والعراقي والاجنبي … الغريب ان اكثرهم لا تبدو على مظاهرهم المسكنة والعوز … فضلا عن كون بعضهم تميز بالجرأة والجسارة اذ حاول أحيانا اجبارك على مساعدته ومجادلتك بالحاح حد الاشمئزاز احال معه المكان والكازينو و( القعدة ) كلها الى قرف يجعلك التخلص منها مسرعا .. وقد ارقني المنظر اكثر من أي وقت مضى صحيح سبق ان كتبت عن التسول والمتسولين عشرات الاعمدة في مدد واوقات متفرقة مع عشرات اللقاءات تلفازية خلال عشرين سنة خلت .. الا ان هذه اللحظة الذي عشتها والمشهد الذي رايته مع انه معتاد جدا سواء كنا في منطقة المنصور او الكرادة او أي من مدن العراق الاعز .. الا ان تطور زخم الحالة واتساع رقعتها وانتشارها بهذا الشكل المقرف يدعو للقلق سيما ونحن نعيش في ظل حكومة برئاسة السيد محمد شياع السوداني المحترم بنوع من الاستقرار غير المعهود خلال سنوات خلت رافقه تحسن اسعار النفط وتطور نوع من التعاون السياسي بين الكتل واقرار ميزانية لثلاث سنوات غير مسبوقة بعد 2003 .. أصبح معها هذا الكم من طوابير المتسولين مصدر تساؤل ودهشة يثير ليس الفضول بل الشك والحس الإعلامي والأمني لاي مواطن يخشى على بلده ..
لماذا هذا الكم الهائل من المستولين يطوف ويجول بمناطق العاصمة بلا وجل وخجل ؟
لم لا حلول ومعالجات حكومية حقيقية لا ترقيعية ووقتية .. اذ لم نتلمس اي مراقبة ولا محاسبة ولا تنظيم .. كلهم يسرحون باريحية مثيرة للتساؤل !؟
لقد كتبنا عن التسول واهمية معالجته من قبل الجهات المعنية وزارات ( الداخلية والعمل والشؤون الاجتماعية والامن القومي والصحة …. ) وغير ذلك من جهات مرتبطة ..حتى سأمنا من كثر ما كتبنا بلا اجابات واضحة .. وهنا لا بد من التسائل .. :-
( افتونا فهمونا المغزى الحقيقي يا سادة السياسة ورجالات سدة الحكم ) ..
احقا هي ظاهرة عصية العلاج من قبل الامة .. بكل مواردها وامكاناتها ام هناك من يمنع معالجة هذه الحالة المخزية التي تعد وصمة عار في جبين السلطة قبل المجتمع .. اما انها اجندة خارجية ولاغراض ليست لها علاقة بالعوز والفاقة والتسول ..
عند ذاك نعذركم .. ان كنتم صادقين او لفحوى النص معبرين .. !

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *