لكل عصر ادواته وفنونه ، واذا مااردنا ان نتسيد عصرنا ،فعلينا ان نحسن استخدام وادوات وفنون هذا العصر،ولعل من اهم الادوات والفنون استخدام القوة الحريرية او ما يطلق عليها القوة الناعمة، هذه القوة لها تأثير كبير وفعال على الجهة المستهدفة، بشرط ان نتقن استخدام وتوظيف هذه القوة بالشكل المطلوب.
الكثير من دول العالم تتكلم عن القوة الناعمة ودورها وتأثيرها في التغيير،وافتتحت المدارس والمعاهد الفكرية والحوارية لفهم هذه القوة الناعمة ،وكيفية الاستفادة منها وتحقيق التفوق والنصر في مختلف المجالات،حتى اصبح وامسى عصرنا يعيش قوة التأثير والاقناع بدون اكراه او استخدام القوة التقليدية ، ويكون استخدام قوة الكلمة الرقيقة الجميلة المعسولة فقط، واحيانا يرافق هذه الكلمة صور ومقاطع فيديو تظهر جوانب تستهوي الشباب على وجه الخصوص ،وقد اظهرت بعض الوثائق أن بعض دول الاستعمار وعلى رأسها اميركا، وفي إطار وضع مشاريع جديدة للهيمنة وإدارة العالم، استحدثت مدارس ومعاهد ومنظمات ومؤسسات ذات برامج وتصاميم جاهزة لتقديم وعمل ورش ودورات تدريبية وتاهيلية لتعليم وإعداد الكوادر والناشطين المرتبطين بمشروعها، من اجل اكتساب الخبرات وتلقي التوجيهات في البناء الفكري والسياسي على سبيل قيادة مايسمى بالثورات (الناعمة اوالملونة)، وليس هذا فحسب بل كلفت مراكز أبحاث ومدربين دوليين لوضع خطوات وآليات تفصيلية لهذه التصاميم والبرامج، ووصل الأمر الى حد تكليف مختصين ومهندسين في نظم المعلومات لرسم ووضع مخططات وبرامج تطبيقية مفترضة ،وتم تزويد هذه البرامج بمخططات ورسوم ومجسمات ثلاثية الأبعاد تشبه الى حد كبير ألعاب الكومبيوتر، وذلك من اجل المزيد من الإتقان والحرفية وكذلك دراسة كل السيناريوهات والبدائل الفاعلة.
من هنا يبدو واضحا وجليا اهمية القوة الناعمة وضرورة اعطائها اولوية ومكانة كبيرة حتى نستطيع ان نفوز في السباق ونتقدم على اعدائنا بخطوة دائما.
وفي حقيقة الامرتعتبر القوة الناعمة ايجاز اوخلاصة لتراكم نوع من السياسات والأفكار التي جرى العمل عليها وتطبيقها بشكل منعزل (مستقل) على شكل فترات او مراحل تاريخية متعاقبة من اجل التصدي اومواجهة أوضاع دولية مختلفة.
وتعتبر اميركا هي رائدة العصرالحديث في مجال القوة الناعمة ،واستطاعت ان تكسب الكثير من الجولات في مختلف انحاء العالم، ولكنها لم تستطع النجاح في مناطق محددة او في دول بعينها وعلى وجه التحديد الجمهورية الاسلامية الايرانية، بسبب ان هذه الدول استطاعت ان تنتبه جيدا الى اسلوب امريكا ،واستطاعت ان تخلق لها مقاومة او جبهة ( حريرية) ،امتصت هذه القوة الناعمة وحولتها الى قوة لصالحها ،وهو امر جعل امريكا تصاب بنوع من ( الهذيان الناعم) ان مصطلح ( الهذيان الناعم) غير معروف واعتقد انني اول من اطلق هذا المصطلح.
المعروف ان مفهوم الهذيان ( التقليدي) هو إن هذا المفهوم يقع بين شقين، الشق الاول هو شق الطب العقلي، وهذا الشق يحتاج الى علاج ومتابعة وامور كثيرة وعديدة، والشق الثاني هو شق المجتمعات من منطلق او مبدأ تاريخ وثقافة هذه المجتمعات.
أن امريكا تعيش حاليا (الهذيان الناعم)، لكنها لم تنتبه اليه الى هذه اللحظة ، على عكس بعض الدول التي استهدفتها امريكا من خلال الحرب او( القوة) الناعمة، لكن هذه الدول انتبهت واستطاعت مواجهة امريكا مواجهة ناعمة، وهنا نسجل لهذه الدول نقطة سبق وتفوق على امريكا ، هذه النقطة تمثلت في ان هذه الدول استطاعت ان تمتص الحرب او القوة الناعمة وارجاعها الى امريكا(الجمهورية الاسلامية الايرانية )، لتجعل من امريكا مصابة بما اطلقنا عليه الهذيان او الهذاء الناعم.
فأخذت امريكا تأول سياسة هذه الدول، وهي أي امريكا لا تعرف كيف تتصرف او تتعامل حيال مواقف او سياسات هذه الدول، لذلك نجدها مرة تهول الامور الصغيرة التي تقوم بها هذه الدول ، ومرة اخرى تقوم بتحريض قوى او دول تابعة لها للرد على الدول التي جعلت امريكا تصاب بالهذيان الناعم.