-1-
من أبرز مظاهر العدل الاجتماعي في الاسلام اخضاع المسلمين جميعاً – وبلا استثناء أحد – الى ما تقرره الشريعة الغراء من أحكام، بعيداً عن المحاباة، وكل الحسابات الاخرى التي تبعد عن العقوبات مَنْ يَمُتُ الى كبار المسؤولين بنسب او سبب .
-2-
ويكفينا في هذا الباب استذكار قول الرسول الاعظم (ص) :
( واللهِ لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعتُ يَدَها ) .
وحاشا الزهراء البتول فاطمة (ع) – وهي سيدة نساء العالمين – أنْ تمد يدها الى المال الحرام بسرقة او غيرها، وهي المنزهة عن كل خطأ وخطيئة – بنص آية التطهير :
قال تعالى :
{ انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا }
الاحزاب /33
وقال كاتب السطور :
انّ كنتَ تسألُ عَنْ مناقبِ فاطمٍ
فاقرأْ فَدَيْتُكَ آية== التطهيرِ
انّ الرسول (ص) أراد أنْ يَعْلَمَ المسلمون جميعاً انهم متساوون في الحقوق والواجبات والمسؤوليات أمام القانون .
ومن المؤسف للغاية :
ان القانون لا يطبق في كثير من البلدان – ومنها العراق الجديد – على السلطويين وابنائهم وحواشيهم، وانما يطبق فقط على المستضعفين، وأكبر الادلة على ذلك نجاة كبارِ حيتان الفساد من المساءلة والملاحقة، واقتصار الملاحقة على صغار الموظفين ،وعلى من لا سند له من أصحاب النفوذ السياسي .
-3 –
ومن المهم جداً استذكار قول امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) في هذا الباب أيضا :
قال ( عليه السلام ) مُخاطبا أحَدَّ عُمّالِهِ الذي خانَ الامانةَ واختلس مِنْ مال المسلمين :
« والله لو أنَّ الحسنَ والحسينَ فعلا مثلَ الذي فعلتَ ما كان لهما عندي هوادة ، ولا ظفرا مني بارادة حتى آخذ الحق منهما « .
وحاشا الحسن والحسين – عليهما السلام – ( وهما سيدا شباب أهل الجنة ) انّ يقارفا ما قارف ذلك العامل المختلس ،
والمراد من كلام امير المؤمنين التأكيد على أنَّ أحكام الله سارية ومطبقة على عباده جميعا بدون تمييز او تفريق بينهم .
-4-
ان القادة الهداة الميامين من اهل البيت (عليهم السلام) كانوا السباقين في ميادين الايثار ولكننا اليوم ابتلينا بنَمَطٍ من السلطويين ينسبون انفسهم اليهم ولكنّهم لا يُحسنون الاّ فَنَّ ( الاستئثار ) واقتناص المغانم والمكاسب واين ( الايثار ) من ( الاستئثار ) ؟
وهكذا يتضح بجلاء زيف الادعاءات الكاذبة ، والتستر الزائف بالعباءة الدينية وانّ حبل الكذب قصير .