لقد ولدت امي تؤمان .. انا والخوف
«توماس هوبز «
وهناك قائل يقول
« لايزال امامنا الكثير لمعرفة الكون والنفس البشرية «
عند التمعن الى المقولتين بشكل دقيق وللوهلة الاولى ستجد أن هناك اختلاف في المضمون والمعنى اليس كذلك ونقول نعم هو كذلك ! ولكن دون أيجاد الربط بين
«الافق الكوني « والخوف الانساني» لانصل الى المغزى الحقيقي بين ..
الاقمار الصناعية المتقدمة التي الى حد هذه اللحظة لم تكتشف سوى القليل عن الكون وابعاده … لم تكتشف السر في الثقوب السوداء ، الاكوان الموازية ، والكائنات الاخرى التي تعيش على مجرات بعيدة عنا ! لم تكتشف بعد
وبين الانسان الذي وبلرغم من علمه الكبير والمتقدم لم يكتشف ايضاً النفس البشربة ومايجول في داخلها لم يكتشف النفس في بعدها العميق والواسع والا قل لي بضميرك ربط الاكتئاب في الابداع كيف يحدث وربط ثنائي القطبية في القيادة كيف يحصل خذ مثال :
ادارة الحرب
تشرشل القائد البريطاني الكبير كان يعاني هجمات الكلب الاسود وهي» هجمات اكتئابية» تحدث لهُ باستمرار وعلى مدار سنين عمره لكنهُ كان يدير الحرب وبرطانيا معاً بشكل فذ ورائع وهو اعظم مانجـــبت بريطانيا بصراحة ،
ابرهام لينكولن الرئيس الامريكي هذا الرجل اذا رأيت الى حياته ستجد نفسك امام تاريخ كبير هو الاخر كان يعاني من هجمات الاكتئاب .
اتعرف نابليون بونابرت ! كان قبل نومه ليلاً يكسر الاقلام ويضعها تحت وسادته والى حد هذه اللحظة لااحد يعرف السبب !
لديك اشهر عالم فيزياء شهدُ القرن العشرين « انشتاين « وصنف أنه ُ من اذكى العقليات البشرية كان يكتب لافتة على باب غرفته تقول « سأعود بعد قليل « وعندما يأتي يقول « طب قل لهُ سأعود بعد ذلك « هذا ليس مزاح بل كان يحدث فعلاً يخاطب من كتب الافته الورقية !
والكثير من المفكرين والكتاب والروائيين كانو يعانو من شذوذات واضطربات .
نرى اليوم الكثير من ادمنو السكائر يعلمون بأنها مضرة ونرى بعض اخر يحب السير ليلاً لوحده ونرى اشخاص يحبون القفز من المرتفعات واخرين يهابون السير في السفن ليلاً واخر واخر واخر
الانسان كائن مجهول وغامض بغموض الكون واسراره
الخوف الناتج عن الحرب وعن الظواهر الغريبة تؤثر عليه بشكل كبير ربما قد تغير من سلوكياته تجاه المجتمع وتجاه ذاته ايضاً لانهُ ببساطة كائن «ضعيف بطبعه» وهذا لايجيز لنا بعض الاستثنائات «لكل قاعدة شواذ» كما يقولو لكن في المجمل هو كائن ضعيف والا كيف يصل انسان الى مستوى «مفكر» ويجعله ُ يقول لقد أثر علي الخوف بشكل كبير جداً وهو الذي شهد الثورة الفرنسية 1789 _ 1799
« توماس هوبز «
ربما هو جزء من التكوين البشري» الخوف» او ربما هو مكتسب من خلال طبيعة الاديان والفهم القاصر لها
«الوعد والوعيد» او من خلال عوامل اخرى مثل
_ « الطفولة « .. وطبيعة البيئة السائدة لكل فرد قد تضفي علينا بعض السلوكيات التي يصعب تغيرها بمرور الوقت لانها اصبحت متجذرة في طبيعتنا البنيوية لذلك يقولو « الانسان ابن البيئة « كذلك.
_»الغموض» .. فكل غامض هو مجهول والمجهول هو مخيف الحقيقة المتجذرة في العقل الباطن هي» الموت» تجدهُ يمارس حياتهُ بشكل طبيعي لكن العقل الباطن شغال بصورته الطبيعية ايضاً لذلك قد تجد احياناً اشخاص يتعكر مزاجهم و لايعلمون السبب !
ومنه اي الغموض بدء انتاج
« افلام الرعب « واحياناً تكسب اعلى الارباح !
كذلك الغرائز الجنسية « .. تغير من طبيعة الانسان الفطرية من حيث استخدمها بشكل فوضوي لذلك عندما تتصفح الفيس بوك تجد في حالة « الريلز « الرقص ، والمشاهد الشاذة الاخرى لذلك بدئنا نرى تحريك غير منتظم لتلك الغرائز انتج عنها
« ذوق مضروب في شوارعنا « وكذلك الشوارع العربية الاخرى او ربما العالمية لااعرف ! واعتقد هي سبب من اسباب انتشار المخدرات لااعلم ولكن ربما تكون احد الاسباب
وفي المقابل من الفوضى الجنسية « الكبت» الذي تولدهُ تلك الغرائز خطير جداً لا يمكن أن يردم في « المواقع الاباحية « ! بلعكس هذه المواقع ترمي الحطب على النار نجد أن تلك المواقع وموقع التواصل الاخرى قد فككت الاسر وبتالي تفكك المجتمع
كذلك
« المال» .. مصطلح دمر الانسانية جمعاء
« القتال السلطوي العالمي والقتال السلطوي الوطني « سببهُ المال لذلك قد يكون الانسان الطيب امام المال وحش كاسر وهذا ما يعلل اضطراب سلوكي انساني قد تجدهُ يصلي لكنهُ يسرق قد تجدهُ مثقف لكن امام اختبار بسيط يسرق قد تجدهُ انسان يرفع كسر الطابوق والزجاج من قارعة الشوارع لكنه يسرق قد تجد انسان لديه المال لكنهُ يسرق ايضاً الخطب جلل
انهُ المال ياسادة !
طبقاً لما تقدم نجد أن السلوك الانساني هو «مكس» بين طبيعة متجذرة داخل النفس البشرية وعوامل مكتسبة
هذه وجهة نظري في الانسانية جمعاء
فا….لو نظرنا الى المجتمع اللماني قبل الحرب العالمية الثانية ستجدهُ مجتمع مختلف عما بعدها وقبلها ،
ولو نظرت الى المجتمع الياباني قبل قنبلة هورشيما ستجدهُ مجتمع مختلف عما بعدها وقبلها ،
ولو نظرت الى المجتمع العراقي قبل حرب الثمانين ستجدهُ مجتمع مختلف عما قبلها وبعدها ولو نظرت اليه في سنوات التسعين» سنوات الحصار» ستجدهُ مختلف اكثر ولو نظرت اليه بعد الحرب الاهلية اختلف اكثر وبعد حرب داعش اكثر و اكثر العراقيين ليسو كائنات فضائية يختلفون في سلوكهم هم حالهم كحال البشر جمعاء تضطرب افعالهم وسلوكهم ايضاً تجدهُ يتكلم عن احد من ثم يضحك معه تجده يتكلم عن سياسي من ثم ينتخبه عوامل التعرية قد كلفت العراقيين الكثير ؟!
على الوردي تكلم في الفترة التي كان يعيشها وربما كان صائب «هناك تضارب بين الاسلمة والعلمنة « وهناك تضارب بين «البدواة والحضارة « وفي
المناسبة لدينا بعض السلوكيات تشبه المجتمع المصري الى حد كبير والكثير من المجتمعات تتشابه او تختلف حسب الظروف السائدة في كل مجتمع وحسب المعايير التي تــــكلمنا عنها انفاً .
وقد نصل ايضاً الى أن فهم السلوك الانساني متعلق بطبيعة الانسان المتجذرة «الفطرية» وكذلك الظروف التي يتعرض لها والتي يتكون منها .
ياسادة نحن امام مراحل انهيار القيم وذوبان الايدلوجية كل شي مضطرب العادات والتقاليد بدأت تضطرب النظام مشوش والافق معدوم ليسى هناك ستراتجيات واضحة امام ظواهر اجتماعية خطيرة « الطلاق ، المخدرات ، الشواذ ، الفقر والفقراء ، الاحتيال والنصب « وغير ذلك العراق يعيش في مرحلة خطرة جداً ياخواني قد تهدد وجوده التاريخي هنا اصبحنا في مرحلة تختلف عما قالهُ علي الوردي في فهم طبيعة الانسان العراق او الشخصية العراقية « الابناء ليس الاجداد « مسافات فلكية في الظروف والوسائل نتج عنها سلوك مختلف لكن اكثر خطورة من فترة السبعين او الثمانين التغيرات اليوم اكثر سرعة ربما تكون في الشهور والايام !
انتهى .