يتواصل الاستغراق و الإقبال على صفحات التواصل الاجتماعي و التعارف ، الذي يستقطب حشود هائلة من الأصدقاء في الفضاء الافتراضي من اصحاب الحسابات و الصفحات و القنوات ، حتى صارت تغزو العقول و الأرواح بأفكار تتراوح بين القليل من الايجابي ، و الكثير من السلبي ، تجعل أوهام الركون إليها و الاطمئنان لها ، تتم بسهولة و يسر ، بحجة إنها تنقلنا إلى عالم افضل ، لا سيما الفئات العمرية من الشباب و الشابات ، و يلعب عنصر السرعة في الوصول إلى المعلومة و الخبر ، أسرع من طلقة بندقية ، و يوصف بأنه اكبر اختراع انجزه العقل البشري . و هناك من يذهب إلى أن الإدمان على ذلك الامر ، يؤدي حتما إلى إغلاق باب التلذذ في التفكير المنطقي و التمييز الحقيقي بين الخطأ و الصواب ، بإستخدام نعمة العقل ، الذي يتم تفريغ محتوياته ، و استبدالها بأخرى ، و كثيرا ما يتم ذلك من خلال المجاهرة بالقبح كنوع من مسايرة الركب ، حيث تتم عملية الاعداد و التصوير ، لما يبث و يطرح على انه منارة ساطعة عظيمة ، تمثل الخيط الواصل إلى تشتت التركيز و الدخول في مناطق الخطر ، حتى صار الجميع معرضون لارتكاب الاخطاء و الحماقات و قلة الأدب . ان الخضوع الأعمى لشبكات الاتصال و التواصل يمكن أن يصادر الفكر ، الذي نتمنى جميعا أن يسمو على تراكم الترهات و الاقاويل الملتوية التي تثار هنا و هناك ، من مختلف جوانب و نواحي العالم من حولنا ، و لكن ما هو قادم مع المستقبل القريب كتحديات و نجاحات ، ربما أشد وطأة ، في ظل انهيار الوهم بالقدرة على السيطرة على الواقع ، في ضوء كثافة المعلوماتية الاقوى بصفتها ذخائر نفيسة ، فضلا عن تزايد التنافس المعرفي ، و تدفق التطورات التقنية المهيمنة كالظل ، و تفعيل الأدوات اللازمة للتفوق في مجال الإمساك بالزمن .