امنية كل شاب وشابة ان يقترنان بفتاة احلامه وفارس احلامها وعربون ذلك ان يقدمان لبعضها البعض افضل ما يكون من اخلاق واحترام وانضباط وتعامل ومعشر ليكون كل واحد منهما الملاك الذي ليس له مثيل على الارض. سرعان ما تتلاشى هذه الصورة الوردية من اول خلاف ينشب بينهم بعد الزواج وتبدا المشاكل صغيرة ثم تزداد شيئا فشيئا حتى يبدا الهجوم المضاد لتنكشف اوراق اللعبة ويظهر الطرفان على حقيقتهما. ان تكوين الاسرة ليس بالامر السهل ولابد من مقدمات تساهم في ضبط هذا التكوين المقدس واذا لم يكن الزوجان على دراية بابجديات الحياة والاسرة والعائلة والتربية فلن يكونان اضافة جيدة للمجتمع. في وقتنا الحالي وبسبب عدم فهم الرجل لدوره الحقيقي وتأثره بالوضع السائد واعتداده بنفسه نجده يلجأ الى العنف وبسبب تاثير التكنولوجيا ووسائل التواصل وادعياء تمكين المراة نجد ان المراة تلجأ من اول مشكلة الى المحكمة ونجد ان الطرفان قد تناسوا قوله تعالى (وجعلنا بينكم مودة ورحمة) ولو تمعنوا جيدا في هذه الاية لكفتهم ولعلموا ان التنازل مودة وخفض الجناح رحمة. وبسبب ضعف الجانب الديني والاخلاقي والانساني نجد امتلاء المحاكم بالنساء المطالبات بالطلاق يدفعهن تشجيع البعض ويستدرجهن بعض المحامين في اغراء نيل الحقوق المادية وهناك من يعتاش على مشاكل الاخرين . بالتاكيد هناك من يسيء ويتحمل نتيجة الاساءة ولكننا نتحدث عن الحالة التي اصبحت ظاهرة تستدعي التدخل الحكومي والمؤسساتي والمجتمعي والفردي. لابد من اقامة دورات توعية وتثقيف للشباب ذكورا واناثا عن اسس تكوين الاسرة وعن الاقتران وما له وما عليه ولا بد للمحامين بمهنتهم الاصلاحية ان يتعاطوا بشكل اخر مع المشاكل الزوجية بعيدا عن المنفعة المادية ولا بد للعوائل والافراد ان يستحضروا قوله تعالى ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها …) للوصول الى افضل الحلول قبل الانتقال الى ابغض الحلال.