البعض من الذين يسمون انفسهم اصدقاء ،  يعشقون التدليس والكذب والرياء ، ويمارسون ذلك بلذة ، فالكذب مريح، فيما الحقيقة مؤلمة ، وهذا البعض يكذب من اجل حماية نفسه المنافقة ، وخداع الآخرين، ومن هنا يبدأ فقدان الثقة الانسانية ، فمن يكذب مرة، يكذب ألف مرة، ومع الاسف الشديد ، فان الكثيرين  يحبون من يخدعهم، ويكذب عليهم..! ان لكل إنسان ، صحبة ومعارف ، وله معهم  تجارب وحكايات حافلة بالمتناقضات : الخير والشر، النجاح والفشل، السعادة والتعاسة، الايمان والشك، الأمل والتشاؤم، الحب والكراهية، الخطأ والصواب،  ومشحونة أيضا بالقلق والحيرة، وعدم اليقين بالمصير.. وهو آت لا محال ..

وشخصيا ، لم يصادفني القدر في حياتي منذ صغري وحتى الآن ، بأشخاص مكثوا في مشواري ، وتبين لاحقا ، انهم ابتلوا بمعصية ( الكذب ) باستثناء عدد محدود جدا ، سرعان ما شطبتهم من فهرست الحياة ، غير آسف عليهم ، فالصداقة التي اؤمن بها ، هي مثل ارتباط الروح والجسد لا يتفارقان أبدا إلا بالموت، وبغياب الروح يعني موت الجسد، وذهاب الجسد لا يعني سوى طلوع الروح الى بارئها ، واغلى الاصدقاء هم الذين لا يفارقنا ظلهم  وقلوبهم  أبدا.

مع قناعتي ، ان اي انسان ، هو لغز، وحتى نفك اللغز، ونفهم أنفسنا والآخرين، لابد أن نفهم ملامح  علم نفس السلوك ، فلا أحد يتصرف بلا هدف، والهدف ربما  الحصول على شيء، أو الهروب من شيء، وحينما لا يتحقق الهدف، تتغير البوصلة ، وحين ذاك تتغير الأفكار ايضا   ، وحين تتغير الأفكار، يتغير السلوك، وحين يتغير السلوك تتغير الأفعال، وأيضا النتائج.. فيطفوا الكذب على السطح ، فما اتعس الناس الذين يبتلون بأصدقاء يمتهنون التغيير بسبب مصالح ذاتية ، وأنانية مفرطة .

ان الأصدقاء يدخلون حياة الإنسان ويخرجون منها، تبعا لظروف الحياة ، لكن سلوكهم يبقى متجذرا في الوجدان ، سلبا وايجابا ، فالصداقة المبنية على الود ، والبعيدة عن الكذب ، تجعل المرء يشعر بالسعادة والراحة والرضا، فكلمة صداقة، فعلها يصدق، اي يصادق، بعكس الكذب والمراوغة والكره. وكلمة صداقة تعيش طوال حياة  الانسان ،  فهي تملأ القلب والعقل والضمير.. وباختصار يمكنني القول  ان  الصداقة ليست بالكم بل بالنوع ، وأخذوها  نصيحة من رجل عاصر اجيال من الناس : إن لم تكن هناك  صداقة حقيقية في حياتك ،  فالتقليل منها أفضل !

مرحى لطيبة الصداقة ، وكم كان بودي ان اذكر عميد الصداقة في حياتي ، لكني اعرف انه لا يرضى بذلك ، فهو اخ لي لم ترزقه امي ، ومواقفه تجاهي لا تحصى ، وسيأتي اليوم الذي اصدر فيه كتابا عنه ، اهديه الى اسرته ، ليكون شاهدا على انسانيته في عالم فقد فيه عذريته !.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *