-1-

الامام موسى بن جعفر (ع ) قمة رسالية شامخة ، ومدرسة أخلاقية سامية ،وسيرته الخالدة مزدانة بروائع المواقف ، وصفحاتها الغرّاء تعكس ما انطوت عليه شخصيته الفذة من أبعاد عظيمة في ميادين إعلاء كلمة الله ، وتبيان أحكامه ومنهجه القائم على تهذيب النفس والمجتمع والامة ، بعيداً عن كل الشوائب والانحرافات ، وصولاً الى مرافئ العز والسلامة والكرامة والاستقامة.

-2-

واذا كانت الحكمة ضالةَ المؤمن فكيف لا نتطلع الى الاستنارة بِحِكَمِه ومواعِظِهِ وتوجيهاته السديدة .

-3 –

لقد روى عنه ( عليه السلام ) أنه قال :

{ عَوْنُك للضعيف مِنْ أفضل الصدقة }

هناك مَنْ يحصر الصدقة في نطاق المال فقط ،في حين انّ الصدقة – كما هو واضح من كلام الامام الكاظم (ع) – تمتد الى ميادين عديدة تشمل كل الوان المساعدة والمعونة والاغاثة للضعفاء والفقراء والمساكين، ويبقى باب المعروف مفتوحاً لكل أشكال البر والاحسان لسائر شرائح المجتمع وطبقاته .

-4-

عَوْنُ الضعيف يمكنُ أنْ يكون باعارَتِكَ للكُتُب التي يحتاحها ولا يقوى على شرائها .

ويمكن أنْ يكون بسعيكَ لايجاد عملٍ مناسب له اذا كان عاطلاً يبحث عن عمل .

ويمكن ان يكون عبر تعريف المحسنين بحاجاته ومعاناته…

وهكذا تتعدد أشكال العون وتتفاوت أحجامُها تبعا لتفاوت الامكانات والفرص المتاحة .

-5-

ان العناية بالضعفاء هي الكاشف عن النبل الانساني .

والعبادة الاجتماعية لها ثقلها الكبير في الميزان .

وَرُبَّ معونة واحدة تُسديها لهذا المؤمن الضعيف او ذاك تكون سبباً في امتلاكِكَ مفتاحاً مِنْ مفاتيح الجنة، وذلك هو الفوز المبين .

-6-

والامام الكاظم (ع) يقرن القول بالعمل، فقد جاء في ترجمته انه يكان طوف ليلاً على بيوت الفقراء في المدينة حاملاً اليهم المال والطعام وهم لا يعلمون من اي جهة هو .

واقتران القول بالعمل من أعظم الدروس التي يجب أنْ تُستلهم مِنْ هذا الامام الصابر المحتسب الذي زجّه الرشيد في السجون المظلمه الى أن استشهد مسموماً مظلوما تبكيه العيون والقلوب والعقول، ويغص بمصابه ذوو البصائر من الأحرار والحرائر، وتستضيء بأنوار عمله وهَدْيِهِ ومقارعته للظالمين الأجيال جيلا بعد جيل الى يوم الدين

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *