دول العالم وحكوماتها تتطلع أن تلعب دوراً فاعلاً في السياسية العالمية وتحاول جاهــدة أن ترسم لها سياسية ودبلوماسية تستند فيها بالرجوع لحضارتها وثقافتها وقوتها الناعمة التي تشكل عامل جذب قوي اتجاهها وكيف تنظر أليها شعوب العام لإضفاء الشرعية لطموحاتها، فالجنرال شارل ديغول سلط الأضواء على عظمة ومجد فرنسا التاريخي لكي يرسم سياستها الخارجية المستقلة عن أمريكا والغرب، وقبله فعلها القائد النازي أدولف هتلر الذي مجد الجنس الآري محاولاً جعل ألمانيا الدولة العظمى الأولى في العالم، وفي حاضرنا هناك تجربتين أحداهما التجربة الصينية والتي أتبعت استراتيجة توزيع المكاسب وتعزيز مفهوم التنمية السلمية، وتجربة تركيا وما تقوم به قيادتها من أبراز لعظمة الماضي للدولة العثمانية وهذا ما رسمه أحمد داود أغلو واضع مصطلح العمق الاستراتيجي الذي يأمل عن طريقة أبراز دور الدولة العثمانية التأريخي.
استراتيجة الدولة العراقية
أين السياسات الاستراتيجة للدولة العراقية الغائبة منذ تأسيس الدولة ولغاية اليوم، هل هناك وضوح في الرؤية لهذه السياسات على الأصدة السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية والأمنية وحتى الصحية والتجارية والدبلوماسية وأين قوتنا الناعمة؟. هل تبنى أحد قادة العراق سابقاً وحاضراً وضع سياسة دبلوماسية ثابته في التعامل مع الفواعل الدوليين يعرف عن طريقها تجاهات بوصلة السياسة العراقية إزاء القضايا الدولية ويكون منبعها عمق العراق الحضاري والثقافي، وتتبع أهداف تضعها لخدمتنا وأن تبتعد عن خدمة أهداف الأخرين، ويكون سلوكنا السياسي مستقل وغير خاضع لأحد ليمليء علينا هذا السلوك أو ذاك ووضوح الرؤية هنا يعني الثقة بقدراتنا، وننطلق من هذه الثقة ونتتوق لرؤية العراق لاعباً فاعلاً يتمتع بلاستقلالية والقرار الفاعل الحر على الساحة الدولية، وبلعب دوراً أكثر أهمية في النظام الدولي وبنحوٍ خاص بعد دعوته للانضمام لمجموعة بريكس للدول الاقتصادية الصاعدة يتزامن هذا مع ظهور زعيم كاريزمي يحمل مشروع سياسي طموح في التوازن في علاقة العراق مع دول العالم.