-1-
من الحقائق التي لا تغيبُ عنْ أحد انّ رحمة الله وسعت السموات والأرض فكيف لا تسعك ؟
-2-
قال تعالى :
« يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله انّ الله يغفر الذنوب جميعا انّه هو الغفور الرحيم «
الزمر / 57
انها من أعظم البشائر الإلهية الينا ،
ومَنْ هو الذي لم يسرف على نفسه بالخطايا والذنوب ؟
-3 –
انّ الذنوب لا تُمحى الاّ بالتوبة .
وان التوبة هي الطريق الموصل الى الفوز برحمةِ اللهِ ورضوانِه .
-4-
لقد روي عن الامام ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) انه قال :
« إنّ الرجل ليذنب الذَنْبَ فيدخله الله به الجنة «
فسئل الامام الصادق وقيل له :
يُدخله الله به الجنة ؟
قال (ع ) :
نعم
إنّه ليذنب فلا يزال منه خانقا ماقتا لنفسه فيرحمه الله فيدخله الجنة» .
انّ الأشقياء قد تغمرهم النشوة والسرور بما اجترحوا من عظائم الذنوب، وهم بذلك يكشفون عن افلاسهم الروحي، وبعدهم عن استحقاق الرحمة الإلهية، تماما على العكس ممن اذنب ثم أنّبَ نفسه على انزلاقها الى ميدان المعصية، وما زال خانقا مِنْ ذنبه، نادما على فعله، وهو بهذا الشعور الايماني والضمير الحي يغسل عنه تلك الأدران، ويُمنح الوسام الرباني الأكبر وهو وسام النعيم الدائم في جنات الخلود ..
-5-
انّ صاحبَ التوبةِ الصادقة يُكَرّم ويُكافَئُ بأعظم المكافاءات الإلهية.
لقد جاء في حديث مرويٍ عن الامام الصادق (ع) انَّ مِنْ أثار التوبة النصوح :
1 – حب الله للعبد
2 – ستره عليه في الدنيا والاخرة
وحين سئل (ع) عن كيفية هذا الستر
قال { عليه السلام } :
« يُنسي مَلَكَيْهِ ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحي الى بقاع الأرض اكتمي ماكان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه وليس شيءٌ يشهد عليه بشيءٍ من الذنوب «
والسؤال الأن :
هل يصح لانسان عاقل فضلاً عن صاحب الايمان الصادق أنْ يحرم نفسه من هذه المكافاءات الربانية العظيمة ؟
انها اذن دعوة للمبادرة الفورية الى التوبة النصوح .
اللهم جئناك تائبين فتقبل توبتنا واعفُ عنّا واغفر لنا برحمتك يا ارحم الراحمين.