يبدو ان صيف هذا العام مزعج الى ابعد الحدود.فارتفاع درجة الحرارة,وتردي واقع تجهيز الطاقة الكهربائية اشعرا المواطن بانه وحيد وسط قيظ لا يرحم.الحل الذي اتخذته الحكومة بتقليل ساعات الدوام خلال اشهر الصيف الثلاثة لم يحل الازمة القائمة.وها هو المواطن يعلن عن احتجاجه في وسائل التواصل الاجتماعي,وفي التظاهر,والاعتصام الذي تهدد به المحافظات.
الاجراء الاخر الذي قامت به الحكومة هو الغاء الاستثناءات التي تخص بعض المنشآت,والدوائر الحكومية.لم يعد هناك احد مستثنى من القطع المبرمج.الكل مشمول بتطبيق قطع التيار الكهربائي لكي تزيد ساعات التجهيز.اذن نحن امام معادلة واضحة تقول: اشمل الجميع بالقطع تحصل على ساعات تجهيز افضل.
بكل تاكيد الحكومة او قرار رئيس الوزراء السيد السوداني يعني ان يخضع الكل لمعاملة واحدة بغية خلق وفرة تعود فائدتها للمواطنين الذين يعانون من تردي واقع الكهرباء.هل يقال اننا امام مشكلة يصعب حلها.اظن ان الاعوام الماضية بعقديها المليئين بقصص وحكايات مختلفة تعطينا اشارة جيدة ان الكهرباء في العراق هي واحدة من اعقد المشاكل جميعا والتي تتطلب معالجة جدية وتصميم حكومي ايضا. قبل ايام اوضح وزير الصحة المصري في حوار تلفزيوني ان مصر من اكثر الدول بناء للمستشفيات,ومع ذلك فهناك حاجة لمزيد من المستشفيات,والسبب الذي ذكره الوزير يعرفه اي مواطن مصري,وربما نعرفه تحت ايضا لاننا كشعب نعرف جيدا اننا نعاني من انقجار سكاني.وهذه الزيادة السكانية تعتدي على كل البنى التحتية الموجودة.قد يظن البعض انني اتحدث عن حالة غير واقعية لان الناس يطالبون الحكومة بان توفر لهم كل شيء.وهذا من حقهم,لكن الواقع اضعف من ان يلبي مطالب الناس.والمشاكل التي يعاني منها المواطن واهمها الفساد وغيرها من الضغوط تجعل هذا المواطن واسرته في مواجهة صيف ساخن لا يرحم.كما ان تقارير تداولتها بعض الفضائيات تؤكد ازدياد حالات الطلاق في الصيف.وهذه الاحصائيات تؤكد انفعال المواطن وفقدانه للسيطرة على نفسه.وفي شهر ايار كانت هناك اكثر من ستة الاف حالة طلاق.لذا يعمل المناخ الصحرواي في بفداد بصورى عدائية ضد الانسان.وواجب الحكومات نذليل الصعوبات مهما كان حجمها.