بعد ما يقرب من أربع سنوات من النشر في عمود شهري ثابت في جريدة المترجم العراقي (بين 2019 و 2023) توقّفتُ عن الكتابة.
كان العمود يتناول مسائل ومشاكل وتساؤلات وإشكاليّات في الترجمة، بعضها ردّا على أسئلة أسمع بها وبعضها استجابة لتساؤل ينبع في رأسي أو خاطرة تطنّ في أذني، دائما حول اللغة والترجمة والأساليب.
كنتُ مستمتعا بما أكتب ومستمتعا بما يُكتب لي وما ينشر حول ما أنشر من طرف جمهور وجهات مهتمة بالترجمة.
أمّا المتعة الكبيرة فمردّها أنّي بالكتابة أوثّق أفكاري وآرائي حول هذه المسألة أو تلك.
وحمدتُ الله أن اهتدى تفكير القائمين آنذاك على الجريدة وعلى دار المأمون إلى جمع ما نشر مفرقا وطبعه في كتاب لتعمّ هكذا الفائدة وتنتشر.
ولا أدري لماذ توقفتُ مع بداية السنة الرابعة من النشر وتساءلتُ: أليس من حقّي، وقد كتبتُ كلّ ما كتبت، بمكافأة بسيطة عمّا أفعل، بعد أن عملتُ “لوجه العلم وفي سبيل الله” طوال كلّ هذا الوقت؟
ألم يحن الوقت ليلتفتَ القائمون إلى أنّ الكاتب عاملٌ وأنّ مكسبه يأتيه ممّا يكتب؟
وتكلمتُ وسألتُ وطالبتُ
وليتني لم أتكلّم ولم أسأل ولم أطالب.
فقد جاء الردّ من الإدارة الجديدة للمأمون والحسابات والوزارة أن لا مكافأة. فإن حصل وتقرّر أن تصرف مكافأة فهي 50 ألف دينار (30 دولارا) كلّ ثلاثة أشهر شرط موافقة معالي السيد الوزير!!!!!!
ليتني لم أتكلّم ولم أسأل ولم أطالب.
شعرتُ يومها بأن التوقّف عن الكتابة والاعتكاف خير من الكتابة وانتظار أن يصرف لي بعد ثلاثة أشهر مبلغ قدرة (50.000 دينار). هذا إذا وافق معالي السيّد الوزير.
□ أكاديمي ومترجم عراقي مقيم في الجزائر