ذهب الحمار يطلب قرنين فعاد مصلوم الأذنين ، قد يجوز من باب التشبيه أن تحلم الحيوانات على وفق مايتمنى البشر أذ لاعجب أن يزأر الجرذ كأنه أسد أويهدر القرد زمجرة الفهد وليس في الحياة حدود فعلى هواها ترفع النكرات الى مقام منيف وتهزعروش الطغاة وتقسوعلى الأغنياء صباحاً ويكأنهم مساءً صدقة يامحسنين،أن ماينقل عن الأمام علي قوله (وكم لله من لطف خفي يدق خفاه عن فهم الذكي) وفي القول ضوء أن كل الناس على أختلاف أديانهم وأشكالهم وصنوفهم لايطلبون من الحياة سوى حصتهم من التكافل الأنساني وهو مصدرالبقاء والنماء في مختلف العصور والأزمان وأن مدلول عقيدة لكي أنجو يكفي أن أسبق الآخرين ولكي أنجح يكفي أن أتقدم على الآخرين ولكي أفوز يكفي أن أنتصرعلى الآخرين هو مدلول سلبي يعادي الحياة ولايجلب سوى الحسد والغيرة والأحباط لأن دوافع الناس الى التكافل قد تدفعهم الى الصراع والخصومة ، أن فكرة البقاء لحساب البعض على البعض الآخر مفارقة مزمنة لم يستطع أي عصر أن يحسمها فاورثها للعصر الذي يليه ومن ذلك ينبغي أن نؤمن بأنها(الحياة) هي التي تعبرنا ولانعبرها وهي التي تعاقب وتجازي وتمهل ولاتهمل ومن دروسها الثابتة أنها لاتعطي مجاناً أذ لها من الحلول مالا نراها حتى وأن جاءت من باب الرحمة مرة ومن باب الظلم مرة أخرى، أن هذه القوة في معنى الحياة تزيدك حماساً أن تقسم بضرس قاطع فتقول كلا ورب الراقصات مخاطباً من بخل وأستغنى وكذب بالحسنى ، بل زد من قولك ناصحاً بالمثل العربي القديم (ماجاء من ثدي رمانة سيضيع في مؤخرة مرجانة ).
الراقصات : هي الأبل المسرعة في السير لأنها تقطع الفلوات فتكون عادة غير مستوية تنخفض براكبها تارةً وترتفع به أخرى فتبدو وكأنها ترقص براكبها .