1-
ليست الزكاة في الأموال فقط وانما هي في الجاه أيضا ، وزكاة الجاه الشفاعة لقضاء حاجة من جاءك مستشفعا بك وحسبك انْ تكون ممن يصدق عليهم قول الشاعر :
اذا جئته يوما لأطلب حاجةً
رجعت الى أهلي ووجهي بمائِهِ
-2-
وأولى الناس بالاهتمام بقضاء الحاجات هم أصحاب المناصب من رجال السلطة .
والتاريخ يسجل لمن بذل جاهه لقضاء الحوائج مواقِفَهُ فتقف الأجيال عبر امتدادات الزمان والمكان على حُسنِ صنيعه وتُولِيهِ مِنَ التقدير والثناء ما يستحق .
-3 –
ومن القصص الجميلة في هذا الباب قصة ( الحسن بن سهل ) مع رجل جاءه مستشفعا به في حاجة له فقضاها ، فأقبل الرجل يشكره فقال الحسن عَلامَ تشكرنا ؟
ونحن نرى انّ للجاهِ زكاةً ،
ثم قال :
فُرضتْ عليّ زكاةُ ما ملكت يدي
وزكاةُ جاهي أنْ أُعينَ وَأَشْفَعا
فاذا ملكتَ فَجُدْ وإن لم تستطعْ
فاجهد بِوِسْعِكَ كلهْ أنْ تَنْفَعا
-4-
لقد جاء في تفسير قوله تعالى :
( وجعلني مباركاً )
مريم /31
ايّ نفاعاً
فخير الناس من نفع الناس – كما ورد في المأثور – .
-5-
والمؤسف أنَّ معظم أصحاب الجاه، لاسيما السلطويين في العراق الجديد، قد صَعّبُوا على ذوي الحاجات الوصول اليهم، واحتجبوا عن الناس واكثروا الحُجّاب والحُراّس ، فحرموا أنفسهم من المكارم والزاد النافع ليوم المعاد وزادت بذلك عزلتهم عن الناس وهذا هو الخسران المبين لو كانوا يفقهون .
-6-
انّ من نعم الله عليهم حوائج الناس اليهم ،
ولكنهم اختاروا أنْ يكونوا صِفْرَ اليدين من الحسنات .
وهذا أسوأ الخيارات .