تميل المجتمعات المهزومة نفسياً الى إفتعال الحروب والعداوات والخصومات والنزاعات والتحشيد والتجنيد والتحريض والشعارات فأفلاسها الفكري وخوفها من مناقشة الأفكار وفراغها المعرفي ينتج لديها هزيمة نفسيه اي شعور باللاقيمة واللادور واللاانجاز واللاأهمية واللاتأثير واللامنافسة واللاعظمة واللامجد وهذا يجرح الشعور النرجسي في الكبرياء الجمعي مما يدفع هذا العقل الجمعي واللاوعي الجمعي بأتجاه الحروب المفتعله على النفوذ والسلطة والثروة وغيرها تحت اي شعار قومي أو آيديولوجي لأعطاء القيمة للذات الفردية من خلال الذات الجمعية إن طاولة المفاوضات هي الحق دوماً وأن الحروب هي الباطل دوماً وأن كراهية طاولة المفاوضات سببها أنها لاتمنح المجد لأي طرف وبينما الحرب تسجل بالنتيجة الهزيمة الأخلاقية للجميع للغالب والمغلوب وللمتغالبين المتساوين بالقوة فأن طاولة المفاوضات تقدم نجاح أخلاقي نسبي لكنهم يرفضوها نتيجة هزيمتهم النفسية اي خوفهم من العيش بدون حرب الناتج من قلقهم من العيش بدون قيمة وأهمية ودور وتأثير وانجاز ومجد إن اللجوء الى طاولة المفاوضات دليل العقلانية لكن غالباً ما تأتي هذه العقلانية بعد هيستيريا طويلة وهوس عنفي مدمر وعناد جنوني يصر على خيار الحرب خوفاً من انكشاف فراغ الذات وافلاس المعنى وعجز الوعي وزيف الشعارات