صناعة الأزمات هي عملية ممنهجة ومقصودة يقوم بها أفراد أو مجموعات أو جهات حكومية أو غير حكوميةلخلق أو تضخيم وتهويل أزمة معينة بهدف تحقيق مكاسب معينة، وتتنوع هذه الأزمات لتشمل المشكلات الإقتصادية والأمنية والإجتماعية والسياسية،
في العديد من دول العالم ومن ضمنها العراق تتم صناعة هكذا أزمات لتمرير صفقات كبيرة، تعتمد هذه الظاهرة على استخدام الأزمات – سواء كانت حقيقية أو مفتعلة – كأداة للتأثير على الرأي العام والسيطرة على مسار الأحداث بما يخدم مصالح حزبية معينة، وتتعدد الأمثلة التي تبرز كيف يتم استخدام الأزمات لتحقيق مكاسب سياسية أو إقتصادية كبيرة، فتتم صناعة الأزمات الأمنية حيث تستخدم بعض الجهات الوضع الأمني المتردي لتبرير تمرير صفقات تسليح أو عقود أمنية ضخمة مع شركات أجنبية يكون الهدف منها غالباً هو الاستفادة المالية أو الحصول على دعم سياسي من دول أخرى أو تعزيز وضعها التسليح تحسباً لأي طارئ، بينما تسعى جهات أخرى أو ذات الجهات على ابتداع أزمات إقتصادية فيمكن استخدام الأزمات الاقتصادية كإرتفاع معدلات البطالة أو التضخم لتمرير قرارات اقتصادية تخدم مصالح نخبة أو جماعة حزبية معينة وقد تشمل هذه القرارات منح عقود بمليارات الدولارات لشركات معينة أو خصخصة قطاعات حيوية يمكن إن تنجز بتكاليف قليلة ومدة أقل، لكن بفعل صناعة الأزمة يصار إلى إحالتها الإستثمار أو ما شابه، وبرع آخرون من تلك العصابة على صناعة الأزمات الاجتماعية والتوترات الطائفية والعرقية والعنصرية والقومية لتُستغل أحيانًا لإلهاء الشعب عن قضايا أكبر مثل الفساد الحكومي أو سوء الإدارة في هذه الحالات تكون الأزمات وسيلة كبيرة لتشتيت الانتباه عن الصفقات المشبوهة، وأكثر غظمة يمكن أن تشاهد وقد سأم الشعب منها وهي الأزمة السياسية التي تتجدد بين فينة وأخرى ويحصل الإقتتال والاحترام السياسي ناهيك عن المهاترات هنا وهناك،
وتُعد وسائل الإعلام أداة رئيســة في صناعة الأزمات حيث يتم توجيه الإعلام لتسليط الضوء على جوانب معينة من الأزمة وتجاهل جوانب أخرى بهدف تشكيل الرأي العام بطريقة معينة على سبيل المثال، يتم التركيز على الخوف من الإرهاب لتبرير نفقات أمنية كبيرة، أو تصوير الإصلاحات الاقتصادية كضرورة ملحة لتجنب الانهيار المالي وبذلك فإن الرأي العالم لا يتفاعل مع ما يحاك ولتسليمه بأنه ضرورة، وبالمجمل فإن صناعة الأزمات هي إستراتيجية تستخدمها بعض الجهات أو ربما أغلب الجهات في العراق لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية كبيرة، تعتمد هذه الإستراتيجية على استخدام الأزمات كأداة لتوجيه الرأي العام وتبرير قرارات معينة لفهم هذه الظاهرة بشكل كامل يجب أن نكون واعين بدور الإعلام وأدوات التلاعب بالرأي العام وكيفية استغلال الأزمات لتحقيق المصالح الشخصية والسياسية وهنا لا بد من التذكير بأهمية الوعي وأنه سلاح يمتلك من القو أعظمها، فكلما تسلحنا بالوعي عرف ما يحاك ضدنا من مؤامرات، وللأسف صناعة الأزمات تطور حتى في الجانب العشائري، وأقولها دائماً الناس متى ما وعوا نجوا.