في‭ ‬مهجري؛

غَمٌّ‭ ‬يُطاردني‭ ‬وينهشُ‭ ‬أضلعي،

ويلوحُ‭ ‬وجهكَ‭ ‬في‭ ‬المآقي‭ ‬آيةً؛‭ ‬

بدْراً‭ ‬جنوبياً؛

يضيء‭ ‬مهجعي؛

أوَّاهُ‭ ‬يا‭ ‬‮«‬صورْ‮»‬‭ ‬انحبي،

قتلوا‭ ‬حفيد‭ ‬بن‭ ‬النبي،

سرقوكَ‭ ‬منِّا،

ردَّ‭ ‬لي‭ ‬شفتيَّ،

كي‭ ‬أرثيكَ‭ ‬يا‭ ‬قمري‭ ‬الذبيح؛

إنْ‭ ‬جفَّ‭ ‬زيتُ‭ ‬القلبِ،

مَنْ‭ ‬سينيرُ‭ ‬بعدك؛

حلمنا‭ ‬المُطفأْ؛

ومَنْ‭ ‬سيبلّْسمُ‭ ‬الأرز‭ ‬الجريح،

سوى‭ ‬ابتسامة‭ ‬مَبْسمكْ؛

فانهضْ‭ ‬إليَّ،

على‭ ‬براعم‭ ‬عمرك‭ ‬المقصوف،

واحملني‭ ‬إلى‭ ‬وردٍ‭ ‬توهَّجَ‭ ‬في‭ ‬يديك‭ ‬سنىً،‭ ‬

ولأْلأَ‭ ‬في‭ ‬جراحكَ‭ ‬نجمةً،

خُذني‭ ‬إليكْ؛

فنعشكَ‭ ‬وحدهُ‭ ‬نور‭ ‬الليالي‭ ‬القادمة،

قُمْ‭ ‬يا‭ ‬قمر‭ ‬الجنوب؛

ها‭ ‬هو‭ ‬يقومُ‭..‬

تصهلُ‭ ‬في‭ ‬دمهِ،

أحلام‭ ‬مَنْ‭ ‬لم‭ ‬يولدوا،

ودموع‭ ‬نهر‭ ‬الليطاني،

تضيء‭ ‬في‭ ‬صدره،

مشاعل‭ ‬صيدا‭ ‬والبقاع،

تشعُّ‭ ‬من‭ ‬محراب‭ ‬جثَّتهِ،

بآلاف‭ ‬النذور‭ ‬والشموع،

الأمهاتُ‭ ‬الواقفاتُ‭ ‬على‭ ‬ركامِ‭ ‬بيوتهنَّ،

يصحنَ‭ ‬بهِ‭ ‬أقدم‭.. ‬فقمْ،

قُمْ‭ ‬يا‭ ‬شهيد‭..‬

فيقومُ‭ ‬نحو‭ ‬العرس،

تصحبهُ‭ ‬حمائم‭ ‬وابتهالات،

وتتبعهُ‭ ‬عصافير‭ ‬الغروب،

خُذني‭ ‬معك،

نادتهُ‭ ‬قُبَّرةٌ‭ ‬تعششُ‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬جرحهُ،

وتوسَّلتهُ‭ ‬حدائق‭ ‬الريحان،

صائحةً‭ ‬بلوعةِ‭ ‬وجدها؛

خُذنا‭ ‬معكْ،

يا‭ ‬ليتنا‭ ‬كُنَّا‭ ‬هوادجَ،

ليتنا،

في‭ ‬فجر‭ ‬يومٍ‭ ‬أطلعكْ،

يا‭ ‬ليتنا‭ ‬كُنَّا‭ ‬معكْ،

تتشابكُ‭ ‬الأصوات‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الذبيح،

ويمام‭ ‬جُثَّتهِ‭ ‬يرفرفُ‭ ‬فوق‭ ‬أردية‭ ‬التراب،

وحفيد‭ ‬نبع‭ ‬الهاشمي،

ابن‭ ‬الحُسين‭ ‬يعدو‭ ‬بُراقاً،

في‭ ‬دروبٍ‭ ‬مشرقةْ،

وعلى‭ ‬صراطٍ‭ ‬مستقيمٍ،

يلمحُ‭ ‬موج‭ ‬أنصاره،

مواكباً،‭ ‬مواكباً،‭ ‬

تعدو‭ ‬على‭ ‬مروج‭ ‬الروح،

وعلى‭ ‬وميض‭ ‬القصف‭ ‬يلتقيانْ،

ويولد‭ ‬منهما‭ ‬‮«‬حسنٌ‮»‬‭ ‬بديل‭.‬

‭****‬

‭ ‬أرجوكم،‭ ‬

دعوا‭ ‬الشهيد‭ ‬نائماً؛

أرجوكم،

لا‭ ‬توقظوهُ‭ ‬بالبكاء‭.‬

‭****‬

والله؛

لا‭ ‬نرجعْ،

حتى‭ ‬نصيبُ‭ ‬ثأرنا؛

أو‭ ‬نذوقُ‭ ‬ما‭ ‬ذاقْ؛

فلا‭ ‬خير‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬بعدك‭.‬

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *