هناك خطر محدق بالكثير من المجتمعات..قد يجعلها مشلولة القدرة على التكيف معطيات الحياة..وماقد يستجد فيها على مستوى الفكر والسلوك الاجتماعي..والتطور التكنلوجي الهائل والمتسارع..اذ يغيب فيها فرص التأهل والتدريب والاندماج.
ففي مثل تلك المجتمعات..لم يتم الالتفات إلى مرحلة الطفولة..ورعايتها بقوانين صارمة..تجعل الطفل بمامن من عوادي الزمن..ويعيش وضعا اجتماعيا يمكنه إن يكون رجل المستقبل بامتياز..قادر على تحمل المسؤولية..وصاحب التزام مخلص إزاء أسرته ومجتمعه.
الطفولة ورعايتها..تبداء أساسا بعلاقة الأبوين ببعضهما البعض ..ومن ثم علاقتهما بالأطفال..اذ تنعكس تلك العلاقة..سلبا أو إيجابا على حياة الأبناء..فتلك هي بيئة الطفل الأولى..التي تحتضنه بدفأءها وحرارتها..تحت مظلة الحب والرحمة والعيش تحت سقف وأحد.
كل الدراسات ألتي اجراها..المختصون في علم النفس والاجتماع..تؤكد إن مرحلة الطفولة..حجر الأساس الذي على ضوءه نشهد..شخصية ناجحة أو فاشلة..فالطفولة في مجتمع يعيش واقعا مرا..على مستوى السياسة والإقتصاد والمجتمع..سيكون نصيبها من الأمراض النفسية والاجتماعية والعقلية الشيء الكثير..الذي تظهر آثاره حتما مع الزمن..خصوصا عند التفكير..بالتجدد والإصلاح والبناء واعادة هيكلة الاقتصاد والمجتمع..اذ لم يكن هناك مايكفي.. من القدرات البشرية للنهوض بتلك المهمات وانجازها ..وتلك خسارة كبيره..فنسب الانحراف والخروج عن المعاير العامة..وقلة المتعلمين..ستضرب عمليات التنمية في الصميم حتما..وستضطر تلك الدول وخصوصا الريعية منها..لاستقدام الخبرة والعمالة والعقول المستنيرة من الخارج ..الذي قد يؤثر على وحدة تلك البلدان..ومدى التطور الذي تحرزه..لأن اؤلئك الوافدين..سيعودوا حتما إلى بلدانهم الأم..بالمال الذي اكتنزوه والخبرة التي تعلمونها.
هنا لابد إن يكون للدولة ستراتيجتها وقوانينها البعيدة المدى..العامل المؤثر والحاسم..بحماية الأسرة من التمزق والتشتت والانهيار..وان تضمن حقوق جميع مكونات الاسرة.. من سطوة الأعراف والتقاليد..لما تحملة بين طياتها من ظلم فاحش..وان يكون نصيب الأبناء مضمونا من الثروة الوطنية..وتحسين الاوضاع المعيشية بصورة عامة.
فالعامل الإقتصادي من العوامل الخطيرة والحاسمة..في توفير بيئة أسرية ومجتمعية..خالية تماما من عقد..الكبت والحرمان والإحباط والتخلف..وبيئة كهذه كفيلة برفد المجتمع..باعداد المؤهلين على المستوى الفكري والتعليمي..لخوض ..معترك الحياة..وفي كل المجالات وبنجاح باهر.
ولابد أيضا الالتفات..الى التعليم الإبتدائي وماقبل الإبتدائي..لعلاقته العضوية الوطيدة بتلك المرحلة من حياة الطفل..وقواه العقلية والنفسية والاجتماعية..فان نجاح إجراءات أي دولة..في وضع قوانين كفيلة..لحقوق الأسرة وديمومة بقاءها..وبحسب معاير الدول المتقدمة..فان مرحلة جديدة..تكون أكثر القا وتطورا..تمثل انعطافه حادة في مسيرة الشعوب وتقدمها..خصوصا شعبنا العراقي..الذي يعيش حياة ديمقراطية..متحركة ومنفتحة على احتمالات شتى..لن تصان أو تستقر ويكتب لها النجاح..دون جيل يتم رعايته منذ طفولته وتعليمه الإبتدائي..ليكون جاهز لاستيعاب كل ماهو جديد ومتطور ..من علوم ومعارف وأفكار نيره.