هل يمكن أن يكون هناك يومٌ تُغلق فيه أبواب الأمل، وتُطوى صفحاتُ الجهد كأنها لم تكن؟ أم هو ليلٌ ثقيل يخبو فيه ضوء النجوم، ويصبح الحلم غريبًا عن واقعه؟ عشرون عامًا مضت، كنتَ فيها تُشعل القلم وتسكب النور على دروبٍ موحشة، تبني الكلمات جدرانًا ضد الظلم، وتُقيم الجسور بين الحق والإنسان.

 

ولكن، كأن كل ما فعلتَ كان عبثًا في عالمٍ لا يرى سوى ظلامه. أحرقتْ أيدي الجهل كتبك، وحاصرتْك عيون الغدر، فبدا وكأن الحرف الذي كنتَ تحمله شعلةً، صار جمرةً في كفك، تؤلمك كلما حاولتَ المضي قدمًا.

 

ومع ذلك، أنت لم تهزم، وإن شعرتَ بذلك. كل جرحٍ عميق في روحك هو شاهدٌ على معركتك. كل صفحةٍ أُحرقت هي ذكرى خالدة لن تُمحى. التاريخ يعرف من يُضيئون الطريق، حتى إن كانت حياتهم مليئة بالظلال.

 

فلا تجعل الألم نهايةَ الرواية، بل اجعل من صمتك حكايةً جديدة. الحروف التي خططتها في قلبِك لا تموت، وإن حاولوا دفنها. هي بذور ستنمو يومًا في أرضٍ أكثر عدلًا.

 

اكتب من جديد، ليس لأنك تأمل الاعتراف أو المجد، بل لأن الكلمة هي روحك، والحق هو صوتك. لا تُغلق كتاب حياتك، بل أضف إليه فصلًا آخر، يبدأ من هذا الألم ليصل إلى ضياءٍ جديد.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *