يتكرر سيناريو الفوضى الخلاقة والعنف في الملاعب العراقية مع كل جولة من جولات دوري نجوم العراق دون حلول تلوح في الأفق.

وكأن بعض الجماهير قد اتخذت من الشغب سلوكاً شاذا لا يملون منه حيث يعيد المشهد نفسه في بغداد كما في المحافظات الأخرى ورغم أن مثيري الشغب قلة إلا أن أثرهم يعادل شرارة قادرة على إحراق المدرجات كما حدث في مباراة دهوك وأربيل وهي حادثة مدانة لا يجب أن تمر مرور الكرام.

 

وقد شاهدنا في الآونة الأخيرة تصاعداً في حدة هذه التصرفات إلى حد تكسير المقاعد وتخريب المنشآت الرياضية وتهديد بعض اللاعبين بألفاظ ووعيد، بحجج واهيه منها الاعتراض على قرارات الحكام باعتبارهم الحلقة الأضعف أو بسبب تصرفات بعض اللاعبين

ومع استفحال هذه الظاهرة لم يعد الأمر مجرد سلوك بل تحول إلى أزمة تهدد المشجع المثقف والواعي الذي يبحث عن المتعة والفن على أرض المستطيل الأخضر.

 

هنا تبرز الحاجة الماسة إلى دور أكثر صرامة من قبل عناصر أمن الملاعب فوجود مراقبين مدربين قادرين على فهم المشهد وامتصاص الشغب المفتعل بات ضرورة لا تحتمل التأجيل كما أن على الأندية مسؤولية مضاعفة في تثقيف جماهيرها والتأكيد على أن التشجيع لا يكون بالصوت المرتفع او بالسباب والشتم والكلمات النابية بل بالسلوك الحضاري أيضاً

ويعد جمهور الطلبة الأنيق مثالاً يحتذى به في هذا الجانب في بتشجيعه الحضاري وهتافاته الجميلة والذي يستحق جائزة الجمهور المثالي.

 

وفي المقابل أحمل الأندية مسؤولية مباشرة عن اتساع رقعة الشغب حين زجت بجمهورها في كل صغيرة وكبيرة بدل أن تقوده وتوجهه وتشخص المسيء ليحاسب لأن الموضوع تكافلي بين الجميع.

 

لذلك أدعو مخلصاً إدارات الأندية إلى السيطرة على جماهيرها التي تجاوزت الخطوط الحمراء وأن تمارس دورها الحقيقي في ضبط الإيقاع وهي معنية أيضاً بالمساهمة في نشر الوعي الجماهيري.

لتجنب مجزرة بورسعيد.

 

وعلى الاتحاد الذي يعاني من داء وصداع مزمن اسمه الانقسام أن يأخذ دوره الحقيقي قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة لا سيما في أندية إقليم كردستان العراق من خلال إقامة ورش وندوات توعوية والتأكيد على أهمية كرة القدم في نشر المحبة والسلام.

ولنا عودة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *