منذ سنوات طويلة وجيل بعد جيل .. يتناقل الرياضيون سيما اهل الكرة المدرسية والتنشئة الكروية اخبار طيبة عن مدرس التربية الرياضية في اعدادية المامون التي تم تعينه فيها مطلع ستينات القرن الماضي بعد انهاء خدمة ثلاث سنوات في قضاء المحاويل خارج حدود العاصمة كجزء من متطلبات أوامر إدارية كانت فيها الدولة العراقية تعيش عصر المؤسسات بمعزل عن تقييمنا لمراحل الحكم السياسية ..
آنذاك ومنذ تسلمه مهما التدريس والتدريب في متوسطة واعدادية المامون جعل داود العزاوي للرياضة المدرسية معنى خاص اخذت على عاتقها تقديم الكثير من نجوم الرياضة زمن السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات التي تعد اخر عهده في العراق بعد ان غادر نحو دول الخليج كمستشار يقدم خبراته ليرتاح بقية عمره ..
الا ان الحنين جره جرا مرة أخرى حيث عاد الى بغداد العزيزة ليعاود نشاطه مع معشوقته التنشئة الكروية والتربوية .. وما زال معطاء برغم عقوده الطويلة ومقتضيات العمر لكن حسه الوطني وحضوره الميداني دائم لا يتخلف عن كل ما يشعر فيه خدمة للوطن .. في المظاهرات نجده أولا وفي المهرجانات والندوات وفي شارع المتنبي وملتقى القشلة .. انه رمز يأبى مغادرة الميدان او يخبل بالعطاء ..
داود العزاوي انموذج عراقي اصيل ينبغي الحرص على انموذجيته وصناعة جيل للاقتداء فيه لبناء الأجيال ممن يتحلون بالروح الوطنية والإنسانية المفعمة قبل أي انتماء اخر .. فالرياضي بالنسبة له ليس مهارة وتهديف وكاس .. بل انه أداة للحضارة حرص كل الحرص على تثبيت وتعميم هذا المفهوم المتطور ..
زرته قبل يومين بمعية الدكتور الصديق كاظم الربيعي .. بعد ان نشر خبر تعرضه لجلطة قلبية حماها الله وغدا شرها وعافاه منها .. ليكون داود ظلا لمن تلسعه اللدغات النفاقية والحرباية والطارئة .. فظلك سيبقى وافر الظلال .. نهفو اليه واليك أبو زينب العزيز .. حماك وشافاك الله .. فان العراق يحتاج أبنائه سيما الانموذجيين منهم .. في زمن قلت وشحت الانموذجية .والله ول يالتوفيق وهو من وراء القصد !