رغم أن المال عصب الحياة وبه تتيسر للأنسان ما يتمناه الا أن ليس به وحده يحيا الانسان .
ان هذا المال زينة لنا في الحياة الدنيا ننعم به ويلبي لنا احتياجاتنا غير أن هذا المال ان لم تكن نفقاته على الوجه الذي نرضي به الله فمعنى ذلك أنه سيكون وبالا علينا ، ذلك أننا اذا أسرفنا به بغير وجه حق أو بخلنا به على أبنائنا أو على فقير أو مسكين أصبح هذا المال نذير شر نحاسب به الحساب العسير عند من رزقنا به ليكون امتحانا وأي امتحان .
يحسب بعض الناس أن المال هو الغاية والهدف متناسين أنه مجرد وسيلة نحقق بها احتياجاتنا ، كما أنهم يحسبون أن المال هو كل شيء في الحياة حتى وان أذلوا أنفسهم وأهانوا وجودهم وباعوا ضمائرهم .. وهم بهذا يسلكون الطريق الخاطئ الذي تحتويهم فيه الجهالة وتغشاهم فيه الظلمات .
خلق الله الانسان ليكون عزيز النفس ، مبصرا مفكرا ، حرا ، لا أن يكون عبدا لشهواته ، راكضا وراء المال فحسب .. فالحياة أعظم من أن نكون خانعين مستسلمين للأطماع والرغبات ، اذ ما جدوى المال ونحن نحيا حياة تافهة لا قيمة لها وما جدوى المال ونحن نفعل الافعال القبيحة لنؤذي بها الناس ، ان لم يكن للمال الذي بين يديك نفع للناس وللمجتمع فلا خير فيه ، انه حينئذ نقمة وليس نعمة .
يخطأ الانسان اذا رأى أنه بالمال وحده يحيا ، فكم من فقير هو أفضل منه لأنه عرف قدر نفسه ولم يذلها وحمل بين ضلوعه قلبا ناصعا نقيا .
يحيا الانسان بسلوكه وخلقه وعمله ولا يحيا بالمال وحده فكم من غني افتقد السعادة بعد أن قيده المال بقيوده ولم يعرف كيف يستثمره في فعل الخير فخسر دنياه وآخرته .. كم من غني تهاون في حق نفسه وحق اسرته بعد أن شغله المال شغلا متواصلا فلم ير من الحياة الا هذا النهج الذي نهجه ليضيع في الزحام دون أي أثر يخلفه من بعده
وهكذا يكون التيه لمن فقد الرؤية وفقد معها المعادلة التي تحسم الأمر في هذا الصدد .