نبذة تعريفية. مخرج مسرحي ونقيب الفنانين العراقيين، وناقد، تهمته الحديث عن ثقافة الكذب عند السياسيين العراقيين المعاصرين.
جبار جودي فنان ومبدع يشبه مثقفين، ويشبهه مثقفون يحتضر الإبداع على سرير عذاباتهم، فإذا تمردوا عدوهم خونة يتوجب حسابهم، ثم عقابهم سواء كان موتا في عزلة، أو محاكمة تستند الى أدلة وبراهين يوفرها المتضررون من أصحاب المناصب والمكاسب الذين شربوا دماء العراقيين، ومزقوا نفوسهم، وبعثروا أمانيهم، وجعلوهم مرضى نفسيين لايجدون سبيلا لعلاج.
عام 2007 نظمنا وقفة في شارع المتنبي للتضامن مع الصحفي أحمد عبد الحسين تحولت الى تسونامي وصل الى عمامة السيد المتنبي المنبعث نهاية الشارع، والمطل على نهر دجلة المحتظر رويدا هو الآخر، وحينها اظهرنا عزما وإرادة حقيقية في الدفاع عن الكلمة حتى لو جرحت مسؤولا تحمل أن يتكسب بالديمقراطية، ويأبى أن نستخدم الديمقراطية للتعبير عن عذاباتنا ووجعنا اللاهث من فرط المشقة والعناء والأمنيات التائهة في دروب الرجاء.
جريمة جبار جودي المرعبة لاتغتفر وعقابها الموت، أو أن يصلب على بوابة وزارة الثقافة التي لاأعرف لها مايؤكد أنها تمارس مهمتها كحال وزارات أخرى نعرف ماهي المهمة المنوطة بها، وأنا أرى إن جبار جودي لم يرتكب جريمة إنتقاد شخص يشغل منصبا فهذا طبيعي، ولكن جريمته الحقيقية إنه تجرأ على دولة تمارس الكذب الكامل في إدارة شؤون مواطنيها، دولة تخدم المتنفذين وأصحاب الأموال والمكاسب والقوة والنفوذ، وتعتاش على الكذب، فكثير من المسؤولين فيها يكذبون، ويعدون بمالايستطيعون لأن مايستطيعونه هو ضمان مصالحهم فقط، ولاعلاقة لهم بمصالح العامة من الشعب المتطلع الى التغيير.
والله عفية عليك ياجبار جودي لقد أعجبني أسلوبك لأنك مارست الديمقراطية كما هي، لاكما يريدها الحاكمون أن تكون على مقاسهم، وأرجوك أن لاتهتم، فهم يشتغلون اليوم كموظفي دعاية مجانية لك لأنهم لن يستطيعوا أن يحجبوا دورك ودورنا في التعبير عن معاناتنا، فهذا الحق لن نتنازل عنه أبدا لأنه حق طبيعي تعودنا أن يحاول كل حكام العراق على مدى مائة عام أن يسلبوه منا.
الحياة والمحبة لجبار جودي ولنا.