اكثر ما يثير ويستفز في خلفيات وجوانب هذه الأزمة الآخذة في ” تصعيد التصعيد ” , هو أنّ العراق او الوضع السياسي للعراق باتَ موضع تندّر وسخرية أمام الرأي العام العربي والعالمي , بجانب ما يسبق ذلك من انعكاساتٍ فكرية وسيكولوجية واقتصادية كأعباءٍ مضافة على اعباء واكتاف العراقيين .!إنّ أيّاً من كلا مرشّحَي الحزبين الكردستانيين لتولّي رئاسة الجمهورية , لن يؤثّر البتّة على مجموعة احزاب ” الإطار او التيّار ” , وحتى لو جيء بمرشّحٍ ثالثٍ من خارج هذين الحزبين المذكورين < مجازاً > فسيغدو ايضا فاقدا لأيّ تأثيراتٍ تمسّ مصالح الإطار والتيّار , فهل يستحق الأمر هذا الإيقاف المتعمّد لحركة عجلات الدولة الأربع , مقابل هذا الخلاف والإختلاف الذي لا يلتفتوا ولا يستديروا نحوه الجمهور حتى بنسبة 1 % .! أمْ أنّ ما يكمن خلف ذلك هو تحدياتٍ ضيقة الأفق وكسر اراداتٍ ” ثنائيّة ” فقط او عمليةً قيصريةً لِ ليّ الأذرع والأرجل بين الخصمين المتخاصمين .! , ولا دلائل ملموسة بالأصابع بأنّ امتدادت ذلك لها علاقة بخارج الحدود , وربما دونما حدود ” مثلاً ” !
إنّ التعقيدات القائمة والمستعصية قد لا تجرّ نحو ذات اليمين وذات الشمال فحسب , لكنها وكأنها تدفع الى أبعد وخارج نطاق الإتجاهات الأربع ايضاً .!
ومن خلال البحث خارج نطاق ” محرك البحث ” سواءً غوغل او سواه , حتى تأريخياً وتراثيا في الماضي القريب , وذلك عبر العودة الى رئيس الوزراء العراقي السابق العميد عبد الكريم قاسم < عام 1958 >, الذي انقلب على العهد الملكي وأسّس النظام الجمهوري , وتجاوز في رؤاه منصب رئيس الجمهورية الجديد الذي استصعب إشغاله بنفسه واستبدل ذلك بتشكيل ” مجلس السيادة ” الذي ترأسه الفريق الركن نجيب الربيعي وعضوية اثنين آخرين , وكان العميد قاسم ” الذي وصل الى رتبة فريق ” قبل فترةٍ وجيزةٍ من اعدامه , كان لا يلتقي مجلس السيادة هذا إلاّ في الأعياد والمناسبات الوطنية لتبادل التهاني .. القصد المقصود والمرصود لهذه الإشارة التأريخية , فهي الصعوبة المستصعبة للإستفادة المفترضة – الموضوعية لحلحلة الأزمة الرئاسية القائمة على أربعةِ أرجلٍ , فلو حدثَ مثل هذا الحدث ” مجازا ايضا ” والذي لا دراية لأطراف الأزمة به .! , فلطالبوا أنْ يكون < رئيس السيادة من ذلك الحزب من اربيل او السليمانية ! > , وان يكون عضوي المجلس من هذا الحزب او ذاك ! وبالتالي على كلّ العراقيين دفع ثمنٍ باهظٍ دونما مقابلٍ مضحك .!
الإنجرار الأبعد في هذا الإنجرار ومحاولة فكّ احدى رموزه المغيّبة عن الإعلام ! هو ما جرى يوم الجمعة الماضية من دعوة الكاظمي لحضور ” قمّةٍ ” عجلى ومفاجئة ” ودونما مقدماتٍ , في الأردن وتحديداً في مدينة العقبة التي تبعد اقلّ من كيلومترين عن ميناء ايلات الأسرائيلي والتي حضرها الرئيس السيسي وولي العهد الأماراتي ووزير دولةٍ سعودي , مع الكاظمي , والتي انتهت اعمالها في ذات اليوم ! فهل كان في حسابات الملوك وارؤساء الحضور بأنّ الكاظمي في صددٍ مفترض لمغادرة السلطة كرئيسٍ لحكومة تصريف اعمال ! او أنّ الأمر عكس كلّ ذلك , بالإستفادة المبكّرة من معلوماتٍ مخابراتٍ او اقليميةٍ وربما دولية .! , والأمر غير قابلٍ لهذا التوسّع بهذه السعة , ولربما بما اصعب منها .! , ايضاً النوافذ الأخرى مفتوحةٌ للتوسع بسعاتٍ اخرى في الأيام الأخرى , وحتى ابعد من ذلك .!