يتقاذف عراقيون مفردات “الذيليْة” و “التبعيْة”، في معرض الاشتباك فيما بينهم، بدوافع القناعات الفكرية والسياسية وحتى الدينية، المتخالفة.
والمفردة ليست بجديدة، اذ جرى تداول مرادفة لها وهي “أذناب الاستعمار” في حقب احتلال الدول، قبل نيلها الاستقلال.
ولو اقتنعنا بجدوى مفردة ذيول، أو أذناب، لشملتنا جميعا دون استثناء، ولشملت كل العقائد والايديولوجيات والقناعات.
كان القوميون في العراق يُتهّمون بأنهم عملاء للرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر.
وشبع الشيوعيون، سخرية، وتقريعا بسبب ولاءهم للاتحاد السوفيتي، حتى شاع المثل الذي يقول بان الشيوعي العراقي يحمل “الشمسية” اذا امطرت السماء في موسكو.
والبعثيون العراقيون، كانوا آذانا صاغية للبعث السوري، وكان ميشيل عفلق السوري المسيحي، لفترات طويلة هو صاحب القرار بين أعضاء القيادة القطرية بالعراق.
وجلّ الأيديولوجيات الكبرى، أينعت في غير البلدان التي انزرعت فيها، بل انّ شعوبا استخلصت عصارة تلك العقائد، فبرعت في التطبيق، ونجحت في الانتشار كما هو الإسلام في ايران وتركيا ودول أخرى حيث تقدّس شعوبها أئمة ورجال دين، من العرب.
ماركس كان ألمانياً، ولم تثمر أفكاره في بلده الام، بل في روسيا. وحركة طالبان نشأت في المدارس الدينية الباكستانية.
والماوية مثال صارخ على تلاشي القومية والهياكل والهويات الاجتماعية والعرقية، أمام قوة الايمان.
وأصبح الزعيم النازي أدولف هتلر، رمزا عالميا عابرا بمفاهيمه عن السلطة الجماهيرية.
وأقام مؤسس الجمهورية الإسلامية في ايران، اية الله الموسوي الخميني، في العراق حين كتب عن الحكومة الإسلامية.
إن وثيقة الانتماء الرسمية هي شهادة الجنسية العراقية، لكنها لن تحول دون تبنيّك موقفا متوافقا مع سياسات وأيديولوجيات من خارج حدود بلادك، لكنك لست ذنباً