مغبون هو الانسان العراقي ، سلبت منه حقوقه ، فأين هو منه حق الحياة وأين منه حق الحرية وأين هي حرية العيش الكريم وأين حق المرأة وأين هي حقوق اليتامى والأرامل وأين حقوق السجناء ؟

حقوق أهدرت وطواها النسيان .

أين نحن من الشريعة التي كفلت لنا هذه الحقوق ؟ وأين منا الدستور الذي صاغ هذه الحقوق .. أليس هو حبر على ورق !

ما نزال نحن نقبع في الزاوية المظلمة من هذا كله .. ما نزال نتعثر في تحقيق ما نصبو اليه .

هل من أحد يسترد لنا حياتنا التي أعدمت ؟ وهل من أحد يشفع لنا حينما تقع علينا مظلمة ؟ انه حتى الرثاء على موتانا لم يعد له أثر .

ويتشدقون كل يوم بشعارات جوف ، هم هؤلاء الذين قبضت أياديهم على زمام السلطة ، هم هؤلاء الذين جلسوا على الكراسي الوثيرة علوا وغرورا .

تعالوا نتحدث بروية عما يفجع قلوبنا ويؤرق ضمائرنا ، هل ثمة رفق بالانسان ! هذا الذي كرمه الله فجاءوا هم يمرغون هذه الكرامة بالأقدام ، أليس اجحاف ما بعده اجحاف ألا يكون رفق بالانسان بينما في أوطان أخرى يكون الرفق حتى بالحيوان .

هل من ثمة عدالة في توزيع الثروة النفطية وما تدره من أرباح هائلة ؟ ثروة بيد أصحاب النفوذ .. هم وحدهم من يتلاعبون بها في سرقات ليست لها سابقة ، بينما يحرم من هذه الثروة من يستحقونها من البائسين والمعدمين .

ثم أين هي حقوق الانسان في الانتهاكات الصارخة للأبرياء ، يقتحمون عليهم منازلهم في ليل أو في نهار ، ينتزعونهم من بين أهليهم ، غير مبالين بصرخات النسوة وفزع الصغار ، يقتادونهم الى السجون ليمارسوا معهم لعبة الموت دون خــــفقة قلب ولا صرخة ضمير . وان كان صدقا ما تردده وسائل الاعلام عن حالات اغتصاب للنساء السجينات فضلا عن اغتصاب الرجال .. فأي جريمة هذه في سحق كرامة الانسان والطعن بشرفه !

وهكذا تتراءى لنا الصورة كجلاد وضحية أو كصياد وفريسة ، بل لعله غدر ذئب اذا الذئب على الشاة جثم . تستمتع أغلب شعوب الأرض بمنجزات الحضارة التي لديها بما توفره من سكن لائق ورعاية صحية وخدمات أخرى لا حصر لها . هذه حقوق يلمسها المواطن ويتحسسها دون معاناة ، غير أننا حرمنا منها بسبب فقدان الشعور بالمسؤولية لدى من يتولون أمرنا وكأن الأمر برمته عقاب صارم ازاء الرعية المغلوبة على أمرها . كنا نتمنى على الدوام أن نكون سعداء في حياتنا ، وأن ننال على الأقل أدنى حقوقنا , غير أن الواقع الذي نحن تحت وطأته شديد الوطء على النفوس , يجرحنا كل يوم الجروح التي لا تطاق . لقد أنتزعت منا حريتنا طيلة السنوات الفائتة وأنتزع معها حق العيش الكريم , حتى حق الحياة الذي هو حق مشروع لكل كائن حي على سطح الأرض ، هذا الحق هو الآخر أنتزع منا رغم أنوفنا لنواجه الموت في أية ساعة,موت غير مبرر ينتزعه منا الجلادون والسفاحون والمفسدون .

وهكذا يكون وأد الحقوق في وطننا دون رحمة ودون اكتراث وكأن الأقدار جاءت بنا الى دنيا لا نكاد نطيقها وكأن الأقدار دفعتنا دفعا الى مصير مظلم مجهول .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *