اصبحت اوكرانيا جزءا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي عام 1922 بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وحصلت على استقلالها التام بتاريخ 24 / 8 / 1988 بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وكانت تعاني من خلافات سياسية مع روسيا الاتحادية منذ بداية استقلالها وتعمقت اكثر منذ تولي فلاديميروف بوتين الرئاسة الروسية لاربع فترات اولها 2000 – 2004 و حدثت صدامات مسلحة بينهما واحتلت روسيا أجزاءا من مناطقها الشرقية المحاذية لها واسرت اعداد من جنودها وتوترت الاوضاع بينهما اكثر من السابق بعد استلام فولو ديميرزيلينسكي الرئاسة بتاريخ 20 مايس 2019 وهو ذو توجه غربي ومحارب للفساد اراد ابعاد بلاده من بوتقة الاشتراكية الشرقية لاستعادت عافيتها من كبت ما يقارب قرنا من الاحتلال والتوجه بها نحو الراس المالية الغربية وادخالها السوق الاوروبية المشتركة والتقرب للانضمام الى حلف الناتو مستقبلا لضمان امنها واستقلالها واعادة اسراها وساعدته الدول الاوروبية وامريكا برئاسة بايدن بإسناد معلن من خلال قنوات التواصل بكل امكانياتهم لتحقيق ذلك بما يخدم مصالحهم لكسب موطيء قدم ومن ثم التوسع على حافة حدود روسيا المنافسة لهم في قيادة العالم بقطب احادي مما اشاط غضب بوتين الرئيس الروسي ذو توجه وتصرف ستاليني اسريا اجتماعيا سياسيا ويطمع باعادة امجاد الروس الى ما كانت عليها الاتحاد السوفياتي السابق وكلما اقتربت اوكرانيا من الغرب ازداد توجه بوتين نحو الحرب معها وقبل ان يتعشى به اعداءه يتغدى بهم كما يقول المثل وأقدم على اشعال حرب مع اوكرانيا بمــــــعاونة الانفصاليين على شاكلة شيشان ، بتاريخ 24 / 2 / 2022 في جبهتين من الشرق الحدود الفاصلة بينهما ومن اراضي بلا روسيا الموالية لهم من الجهة القريبة من العاصمة الاوكرانية كيف لاسقاطها لضمان سرعة احتلال اوكرانيا في غدون ايام معدودة مستفيدا من تشتتها بفقدان رئاستها وعدم تكافؤ القوة بينهما ومباغتة الدول التي تامل منها زيلينسكي مساندته في تحقيق طموحاته .
صد هجوم
وفي احتمال غير متوقع صدت القوات الاوكرانية بوحدها هجوم القوات الروسية والانفصالين معا بكل جدارة واقتدار مقارنة بامكانيات نظيرتها روسيا الدولة العظمى المتفوقة عليها بالعدد والعدة والنوع في الاسلحة والمعدات والاشخاص ولم تمشترك قوات الناتو اوغيرها معها في الحرب خشية من تطور الحرب ويقتحم لهيبها الدول المجاورة ومن ثم الى حرب عالمية ثالثة بالاسلحة النووية التي اصر عليها بوتين في تحذيراته للدول الغربية لابقاءها بعيدة عن صراعه مع زيلينسكي ، فأستعاضت عنها الدول الغربية بادارة بايدن بمساعدات مالية واستخبارية وارسال مساعدات من الاسلحة والاعتدة المضادة للدروع والطائرات التي تفتقر اليها اوكرانيا ووصلت الى صواريخ اخيرا وهناك فكرة لم تدخل التنفيذ بارسال طائرات روسية من دول حلف وارشوسابقا اليها لاطالة الحرب لاستنزاف روسيا واستضعافها لتفقد مكانتها من القطبية الثنائية وادت هذه المساعدات اهدافها في تمكين القوات الاوكرانية من اعادة تنظيم نفسها وفرض هيمنتها في ساحات الوغى من مدافعة مستمية الى مهاجمة شرسة واستعادت اراضي ومدن كثيرة من القوات الروسية وضرب اهداف استراجية في اراضيها وافادت القيادة الروسية بان انسحاب قواتها من بعض المناطق والمدن لم تكن لخسارتها في القتال بل لاغراض عسكرية استراتيجية مع الوعيد والرعيد بالانتقام من أي قوة او دولة تشارك اوكرانيا في الحرب ، ولم تظهر بوادر التهديد الى لحظة كتابة هذه السطور ولكن التغييرات القيادية في اجهزتها الاستخبارية تشير الى غير ذلك .
الحرب الباردة السابقة بين روسيا وامريكا طالت اكثر من نصف قرن وادت الى انهيار الاتحاد السوفياتي واستقلال دول كثيرة منها وابعادها من قلب اوروبا ولم يبق منها إلا اتحاد الجمهوريات الروسية وتراجعت نفوذها وقوتها دوليا الى حد ما وكانت مكسبا عسكريا واقتصاديا وسياسيا لامريكا وحليفاتها ولكن احنفظت روسيا بقطبيتها الدولية بامكانياتها النووية الهائلة للتصدي للمطامع بالقطب الاحادي او التطاول على مصالحها الستراجية اينما كانت ولها مكانتها في الامن والاستقرار العالمي .
إما الحرب الساخنة الدائرة على اراضي اوكرانيا اليوم هي صراع الفكر بين القطبين ، الاشتراكي الشرقي يقوده الرئيس الروسي بوتين والراس مالي الغربي بقياد الرئيس الامريكي بايدن على احادية القطب واوكرانيا ليست إلا ضحية طرفي الصراع واكثرية الدول متعاطفة معها لوقوع عداء صارخ عليها ومفادها ليس طموحات زيلينسكي بل تمهيد الطريق لصراع لابد منه باي وسيلة كانت على الرئاسة القطبية ، وهناك ثلاث احتمالات في هذه الحرب :-
تحقيق مطالب
الاول – وهو البقاء على القطب الثنائي إن خرجت الروس منها بحل سلمي مع اوكرانيا او التعادل فيها بحيث لا غالب ولا مغلوب وتلبي تحقيق مطالبها بابعاد شبح الراس المالية عن مناطق نفوذها .
الثاني – تدشين القطب الاحادي عند هزيمة احد طرفي الصراع في الحرب والاعتراف بها وهذه مستبعدة في العقلية التسلطية لكلا الطرفين .
الثالث – هلاك العالم بالاسلحة النووية لا تبقي ولاتذر الحياة على الارض بتهور من الطرف الخاسر فيها كما يقول المثل علي وعلى اعدائي ، لان التهديد بتلك الكارثة لا تزال قائمة باصرار . فهذه الحرب من صناعة فكرتين متناقضين بقيادة شخصين طامعين في التعلي والتسلط مصابين بداء جنون العظمة ، تدفع ضريبتها اوكرانيا وزعيمها الملتحم مع الشعب جزافا والعاقبة تحددها مجريات الحرب .