نفتخر احيانا بالأصالة العربية عندما نحضر الى احد المضايف سواء بدعوة خاصة او عامة نجد هناك طعم خاص للضيافة مشابه لطعم القهوة ونكتها بالهيل وطعمها بالهلا ومرحبا…
اليوم كنا مدعوين على وجبة الافطار في مضيف الشيخ لطيف مصطفى الورشان احد اعمدة القوم في القبائل العراقية شيخ قبيلة السادة الحديدين في مضيفه العامر في منطقة سدالموصل…
وانني مهما اكتب عن هذا المضيف واهله لأجد كلماتي تقف عند حدودها امام هذا السد العالي.. امام شخصيات اجتماعية وعائلة لا يمكن ان اعطيها حقها مهما كتبت او شرحت.. فهم امتداد لجذور الاصالة العربية منذ زمن الملوك وهم زعماء القوم بكل المحافل الاجتماعية والدولية ولهم بصمة مميزة بفعل الخير والتسامح واصلاح ذات البين والعفو عند المقدرة…
نعم انهم الورشان الزعامة والشجاعة والجود والكرم انهم الارض التي اغنت الجميع بزرعها الطيب وانهم النهر العذب الذي شرب منه كل ظمآن فارتوى….
القارئ الكريم
ربما تجد في مقالتي هذه نوع من المدح الخاص فأقولها وبصراحة نعم ان اصحاب الحظ والبخت في زماننا هذا مهما مدحنا افعالهم فهم لا يحتاجون مدحنا ولكن الحقيقة لابد لنا كأقلام حرة من ذكرها والتمجيد بها ووضعها في مقدمة الصفوف حتى يستفاد منها كل الاجيال في المستقبل وتبقى اعمال الخير دروس نستفاد منها العبر.. اليوم وانا ازور هذا المضيف المبارك وهذه العائلة العربية الاصيلة ورغم انها المرة الاولى لي لزيارتهم الا ان سمعتهم وصيتهم سابق ومعروف في ابعد نقطة في ارض العراق فالورشان ليس ولادة منصب او جاه مال وانما عائلة امتداد جذورها مئات السنين ومهما مرت العواصف في بلدنا العراق الا انهم بقوا ثابتين لا تهزهم الرياح ومازالوا متمسكين بأصالتهم وعادات وتقاليد ابائهم واجدادهم وسلفهم الصالح وما لفت انتباهي اكثر البساطة والتواضع الذي يعيشون بها فكل الشيوخ من ابناء هذه العائلة هم معازيب لضيوفهم والخدمة التي قدموها في الضيافة يعجز اللسان عن وصفها ومالاحظته ايضا ان الضيافة قدمت للجميع بدون تمييز او فروق طبقية..
والاهم ان الشيخ لطيف مصطفى الورشان وبساطته وتواضعه ووقوفه في مضيفه كشيخ قبيلة وليس مسؤول حكومي وان منصبه الحالي كأحد اعضاء مجلس النواب انما يزيده تواضع ووقار وان وقوفه مع الناس الفقراء والطبقات الكادحة وحلحلة كل المشاكل العشائرية الموجودة في منطقته خاصة ومحافظة نينوى عموما يضيف الى رصيده ورصيد عائلته الطيب واعمالهم الصالحة.. نعم يا آل ورشان.. نعم ايها السيد النائب لطيف مصطفى الورشان.. نعم ايها السادة الحديدين… تبقى رايتكم ترفرف فوق الخيرين وتبقون قامات اجتماعية يتقدمها عملكم الطيب واصلكم الثابت ومعدنكم الاصيل…
ادام الله عليكم نعمه وفضله فانتم عباد الله الصالحين..
(( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)) صدق الله العلي العظيم
وختاما هذا البيت من الزهيري:-
الكرم ماهو سوالف عصر وِرشان
الكرم جود وضيافة وعمل وِر.. شان
اذا جيت لمضيفوا ابن ورشان
تلكا الاصل والفصل والجود
رجال المكرمه بكل مالها تجود
اصايل والاصيل مربي بجود
سديتوا الواجهة بالكرم يابيت ورشان
ولقد كانت زيارتي لهم برفقة العميد الشيخ عبدالرزاق الوگاع مدير شؤون العشائر في محافظة نينوى والاستاذ احمد العباس…