لا يكاد يمر يوم دون أن يعتدي فيه الهندوس المتطرفون على المسلمين ومساجدهم وشعائرهم، وقد شهدت ولايات هندية خلال الأشهر الماضية، اعتداءات من الهندوس المطرفون ضد المسلمين، حيث حظرت إحدى الولايات ارتداء الطالبات المسلمات للحجاب في المدارس وسط تأييد من ساسة هنود ومطالباتهم بتطبيق الحظر في ولايات أخرى، كما حكمت المحكمة العليا في إقليم كرناتاكا في الهند بأن “الحجاب ليس من أساسيات الإسلام”.
وشهدت مدينة دلهي- عاصمة الهند، 16 أبريل، هروب غالبية سكانها المسلمين خوفًا من اعتداءات الجماعات الهندوسية. وهذا التحريض بعد أحداث عنف ضد المسلمين شهدتها المدينة في اليومين الماضيين أثناء احتفال الهندوس بعيدهم الديني “هانومان جايانتي”. احتشدت جموع من الهندوس، حول مسجد في المدينة، حاملين السيوف والعصيّ، ورددوا شعارات تحريضية ضد المسلمين، تدعو إلى طردهم إن لم يتحولوا إلى الهندوسية، كما طالب المحتفلون الهندوس المسلمين – إن أرادوا البقاء في الهند- بترديد هتاف “جاي شري رام”، وهو رمز يعبّر عن الولاء للديانة الهندوسية.
تصاعدت المشاعر المعادية للمسلمين والهجمات في جميع أنحاء الهند في الأيام العشرة الماضية خلال المواكب الدينية، وهدم عدد من الممتلكات، كثير منها لمسلمين، وفي ولاية ماديا براديش، أحرقت هذه المواكب مسجدا وعشرات المنازل، وردا على ذلك، أمرت حكومة بهاراتيا جاناتا بهدم المنازل والمتاجر التي لا تعود ملكيتها للهندوس، بل للمسلمين المتهمين فقط.
إن عنف جهانجيربوري في دلهي، ليس أمرا غريبا في الهند، حيث تزايدت الهجمات ضد المسلمين لعدة أسابيع في جميع أنحاء البلاد. انتهزت السلطة هذه الفرصة وأصدرت مؤسسة بلدية شمال دلهي أوامر في وقت متأخر من الليل يوم الثلاثاء لإجراء “حملة ضد التعدي” في منطقة جهانجيربوري التي ضربها العنف، بدأت عملية الهدم تستهدف بيوت المسلمين على اسم غير القانونية، وهي أحدث محاولة لمضايقة وتهميش المسلمين.
قدمت زعيمة الحزب الشيوعي الهندي بريندا كارات التماسا في المحكمة العليا ضد هدم المباني، ووصفته بأنه غير قانوني وغير إنساني أو أخلاقي، واصلت البلدية هدم منازل المسلمين على الرغم من أمر المحكمة العليا. طلبت المحكمة العليا من السلطات وقف عمليات الهدم حتى إشعار آخر، وسيتم النظر في قضية جاهانجيربوري في غضون أسبوعين.
إن موجة العنف هذه ليست الأولى من نوعها، حيث تزايدت الهجمات ضد المسلمين في جميع أنحاء البلاد، دون تدخل الحكومة ورئيس الوزراء ناريندرا مودي لوضع حد لمثل هذه السلوكيات. يتصاعد خطاب الكراهية ضد المسلمين في الهند. فبعد اشتعال العنف الطائفي بسبب موكب ديني بمنطقة جاهانجيربوري في نيودلهي، يطلب راهبون هندوس من منظمة “راكشا فاهيني” اليمينية المتطرفة هدم بيوت المسلمين في روركي بولاية أوتارانتشال، حتى إنهم أمهلوا السلطات الهندية يومين لتجريف البيوت.
قد بلغ السيل الزبى، والعالم بأسره لا يستطيع أن يتجاهل هذه المآسي التي تعرض لها المسلمون في الهند على أيدي العصابات الهندوسية التي من خلال تشهد الهند حالياً ازدياداً في موجة التعصب الهندوسي ومعاداة لكل ما هو غير هندوسي داخل المجتمع. هل يستيقظ المجتمع الدولي ويوقف هؤلاء المتطرفين والمتعصبين من اللعب بالمشاعر الدينية وإطلاق الشعارات المتطرفة قبل فوات الأوان؟..