لقد ورد في المادة الاولى للاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي اصدرته الجمعية العامة للام المتحدة في قرارها في 10 كانون اول/ ديسمبر 1948 (يولد جميع الناس احرارا متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلا وضميرا وعليهم ان يعامل بعضهم بعضا بروح الاخاء).كما حرص الإسلام على تحقيق العدل في كل الأحوال، والبعد عن الظلم بشتى صوره وأنواعه، أو معاونة الظالمين، لما له من سوء الأثر على الفرد والمجتمع. لذلك فإن إقامة العدل هدف رئيس من أهداف الرسالات الإلهية: أنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط فالعدل الواجب يتطلب سلطة قادرة ولكن السلطة لا يصح أن تكون مطلقة لأن الإنسان إذا تُرك بدون قيد فإنه ينجذب مع طبيعته الظالمة والمستأثرة والجهولة وقد أخبرنا الله سبحانه عن طبيعة الإنسان في آيات كثيرة منها قوله تعالى في سورة إبراهيم:إن الإنسان لظلوم كفّار  لقدأصبح ضياع الحقوق ظاهرة سلبية طاغية في الكثير من المجتمعات، لان البعض محترفون في ضياع حقوق الناس دون وجه حق.و ما أقسى أن يرى إنسان ما حقه يضيع أمام عينيه وهو عاجز عن استرداده لأي سبب . وانه لا يوجد تعريف واحد لكلمة “الظلم ” ? بل لهذه الكلمة مرادفات متعددة ، وأولها الظلم معاملة الناس معاملة غير عادلة وخاصة بإستعمال نفوذ أو سلطان شخص متنفذ . الظلم شر مستطير لا يستطيع أي شخص تحمله والظلم من أبشع الأمور في الحياة الدنيا وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن الظلم وجعل عاقبته سيئة جدا في الدنيا والآخرة وتوعد الظالمين بالعقاب الشديد لانه حَرّمَ الظلم على نفسه.والظلم بجميع أنواعه صفة قبيحة لا يتسم بها الا أصحاب النفوس العفنة الذين ليسلديهم أخلاقا إنسانيةً لأن الظلم يسلب حقوق الناس ولأن الظالم يحكم وِفّق أهوائه الشخصية وما يمليه عليه ضميره الميت ، والظلم أحد أسباب إنتشار الفساد في المجتمعات لأنه إنذار بقدوم الخراب وضياع الحقوق وشعور المظلومين بالضياع وإنتشار الجرائم. فكم مظلوم في غياهب السجون نتيجة وشاية او مخبر سري او شهادات زور ضده، وكم مظلوم قطع رزقه ورزق عائلته دون وجه حق نتيجة قرارات تعسفية اوجدها المجرم البول بريمر عندما اتخذ قرارات مريبة وكارثية يوم اصبح حاكما للعراق. فقد استبعد هذا المجرم بقراراته كفاءات كثيرة لاتنطبق عليها المواصفات الطائفية حول الدولة الى كانتونات متناحرة  وقد ينال المظلوم أحيانا حقه بالتقاضي ولكن هذا قليلا ما يحدث لأن الظالم يستغل سلطانه في قهر الآخرين وعدم إسترداد حقوقهم . وعندما لا يستطيع المظلوم الحصول على حقه يشعر بالذل والهوان وضعفه في مجتمع  تسوده شريعة الغاب، وهو لا يستطيع الدفاع عن نفسه أو حتى المقاومة .رغم مطالبته باستعادة حقوقه المسلوبة. اذ ان قطع الارزاق بغير حق محرم لانه لايقطعها غير الله عز وجل ما دام الانسان حيا فرزقه مضمون (وما من دابة في الارض الا على الله رزقها)
أما أفدح أنواع الظلم فهو حاكم جائر فاسد يُنزل بشعبه شتى صنوف الظلم من نهب وسلب وتسلط هو وزبانيته التي تستمد من نفوذه وقوته وسلطانه كل أنواع الطغيان ومن يعترض أو ينتقد فالويل الويل له.لا يزول الظلم الا بمقاومة الظالم مهما كلّف الامر من تضحيات حتى لا يستشري الفساد بين الناس ويتمادى الظالمون في ضلالهم وغيهم وعليهم رد الحقوق لأصحابها طواعية . من الواجب مواجهة الظلم ؛ لان في مقاومة الظلم تحقيقا للعدل والمساواة والإستقرار والطمأنينة في المجتمع علاوة على تفتح العقول للأفكار والإبداعات والإبتكارات التي لا تتم تحت سلطان الكبت والقهر ، علاوة على تحقيق الإستقرار السياسي الذي هو مفتاح التنمية الشاملة والنهوض والتقدم .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *