الزمان- ٣٠ نيسان ٢٠٢٢
في غفلة من الزمن لم يعد أحد يفكر بوباء حل وفتك بالبشرية وعاث بعقولهم خوفا وهلعا، وقتل أرواحهم قبل ان ينفذ الى مواطن ضعفهم، وأماكن عللهم، أنه فيروس كورونا، الذي بدأ يختفي رويدا رويدا من ذاكرة الناس جميعا، وتختفي معه علامته البارزة ” الكمامة”.
ليس الحديث هنا عن الوباء الذي أستهلكت بسببه أقلامنا ونفد حبرها، وأصبحنا أطباء متبرعين بتقديم الاستشارات الصحية وتقديم وصفات العلاج، ربما تحول أغلبنا لأطباء أعشاب، المهم غاب الخوف بنسيان الوباء، لكن حصل البديل المتمثل بالحرب الأوكرانية، وتحول الخوف من صحي الى اقتصادي، فدخل العالم في نفق المديونيات وارتفاع أسعار السلع، وزاد عدد فقراء العالم، والدول أخذت تتصدى وتتحدى، وتتدبر البدائل التي من شأنها التقليل من حجم الضرر، وربما صعدت دول وهبطت دول، وانتقلت الحرب ولغة المدفع من الشرق الى الغرب، أنها الحرب التي جعلت الغرب والشرق على حد سواء في قلق، وصراع الدول اتجهت بوصلته نحو رسم خرائط جديدة.
صعدت أسعار النفط الخام، والغاز صار شحيحا والطلب عليه أصبح متزايدا، الدول انتهبت الى نوعين من التحديات خلال الأعوام 2020 وحتى 2022، في زمن الجائحة الصحية انتبهت الى خواء مؤسساتها الصحية، وفي الحرب الأوكرانية، انتبهت أغلب دول العالم الى انها رهينة روسيا وأوكرانيا في استيرادات الطاقة والغذاء من النفط والغاز، والحديد والمنغنيز والقمح وزيت الطعام. حكومات أستبدلت، واستراتيجيات وضعت لغلب دول العالم من اجل الصمود، وعلاقات دولية تغيرت من أجل مصالح معنية بها دول وشعوب وجماعات، مخاوف وتحديات من انهيار دول ومحو خرائط جيوسياسية، والمحللين الاستراتيجيين يتوقعون حدوث حرب عالمية ثالثة، ورغم هذا وذاك كله من المخاوف والتحديات، لكن أحزابا عراقية ما تزال لم تنفك من عقليتها المتصلبة من مسألة في غاية البساطة والأهمية، وهي انتخاب رئيس للجمهورية ليختار رئيس للحكومة. لا أدري إن كانت الإشكالية في غياب الوعي بالهوية الوطنية، أم في الإخلاص للجيب والحزب على حساب الوطن؟ حتما الخلاف ليس من أجل الوطن الذي يعج علينا يوميا بكتل وكثبان رملية، جراء سياسات جعلت البلاد تنفتح على التصحر والجفاف وانعدام الزراعة؟ ولكل حزبي وسياسي ومسؤول تشريعي وتنفيذي ” فالذي لا يخلص للوطن لا يهمه مستقبل شعب يعيش على أرض ذلك الوطن”.
سبعة شهور والأحزاب متنافرة ضد بعضها بعض، وحتى لو كانت الخلافات بعقلية ثأرية قبلية حتما ستلين القلوب وتجنح للحل بعد مضي وقت من الزمن، فعندما تنظر للمستقبل الغامض عالميا، يقابله سبعة شهور من تباكي وعياط القوى الحزبية العراقية على الوطن دون حلول وطنية، ستتذكر الفنان عادل امام في مسرحية “شاهد ماشفش حاجة” وهو يقول “انا بعيط”.
سبعة شهور والأحزاب متنافرة ضد بعضها بعض، وحتى لو كانت الخلافات بعقلية ثأرية قبلية حتما ستلين القلوب وتجنح للحل بعد مضي وقت من الزمن، فعندما تنظر للمستقبل الغامض عالميا، يقابله سبعة شهور من تباكي وعياط القوى الحزبية العراقية على الوطن دون حلول وطنية، ستتذكر الفنان عادل امام في مسرحية “شاهد ماشفش حاجة” وهو يقول “انا بعيط”. كلام روعه