ها هو القلم بجلالة قدره وعلو مكانته يعجز من إيجاد كلمات يصف فيها المشهد السياسي العراقي في سنواته الأخيرة ..فإن قال القلم انه مشهد احتواه الفساد بما فيه من سرقات لثروات هائلة فهذا لن يكفي ، وأن قال القلم أن جرائم القتل قد تجاوزت مداها فهذا لن يكفي ايضا وان قال القلم أن الوطن لم يعد وطنا pفهذا لن يكفي ايضا .. والواقع انه لم يشهد وطن من الأوطان أحداثا كما شهدها وطننا منذ أن وطئته قوات الاحتلال فقد تسلط على حكمه عصبة من اللصوص جاء بهم القدر في غفلة من الزمن لتسيء صفحاتهم السوداء إلى حضارة وطن موغلة في اعماق التاريخ ..كأنهم أجمعوا أمرهم على الانتقام من كل جميل حتى وأدوا الأحلام وهي في مهدها ..وهم من زرعوا بذور الفتنة لبشقوا بها الصف الوطني ووحدة المجتمع بالشعارات الطائفية التي تحولت إلى منهج عملي لتصفية ألحصوم الذين لم تكن لهم اية بوادر سيئة أصلا ..وكان هذا أخطر فصل انتهجه من وقع الوطن تحت قبضتهم.. فإن تحدثنا عن التعليم فاية طعنة غادرة إصابته حتى تفشت الأمية بين المتعلمين أنفسهم ..إنها خطة مدروسة لإبادة منبع العلم ليسود الجهل تماما ويخيم الظلام ..فإذا انتقلنا إلى النظام العام فإنه ليس من تمة نظام بعد أن ضاع القانون ولم تعد له أدنى قوة لردع المسيئين ..وهي كارثة كبرى بأن المسيء وان كان قاتلا لا تصل اليه يد العدالة ذلك أن القضاء لزم الصمت أمام جرائم خطيرة خوفا من تهديد احزاب لها موقعها ..فالاحزاب هي من تفرض وجودها وان كان وجودها باطلا . ولعل أخطر ما في المسألة أن كل أرباح عائدات النفط الهائلة لم تنتشل فقيرا من فقره إذ سبقه اللصوص بحيازتها … وأما بشأن النازحين فهي صفحة بشعة من الصفحات. شردهم داعش من ديارهم وشردهم قبل داعش أحزاب السلطة لنهج طائفي لا يخفى على أحد لتكون أقسى معاناة في العراء في خيم لا تسد الحاجة لسنوات وسلطة الدولة تقف مكتوفة اليدين إزاءهم . وبعد ماذا بوسع القلم أن يقول في مشهد مأساوي يجمع بضع ملايين من أرامل ويتامى لم يسعف أحد جراحهم ..اما الذين غادروا أرض الوطن هربا من قتل أو مطاردة فحديثم عن غربتهم يبكي الضمائر .. وأعود إلى القلم العاجز عن السرد اكثر مما افضى به لأنه هو الأخر في محنة ..ويا لها محنة ..محنة كتم الأفواه . .
.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *