مع انقضاء أيام شهر رمضان الفضيل يستقبل المؤمنون عيد الفطر المبارك، عيد أهل الإيمان والسعادة، عيد مَن عمروا أيام رمضان ولياليه بالطاعة، فحقّ لهم أن يفرحوا بنعمة الله عليهم بإتمام العدة، ويكبّروا الله على ما هداهم، ويشكروه على ما تفضل به عليهم وأولاهم ووفقهم.
العيد جاء عنواناً للفرح والسرور والسعادة والبهجة، بعد شهر من الصيام والقيام، الفرح بالعيد موافق للفطرة الإنسانية المجبولة على حب السعادة والسرور، العيد يذوب الجليد ويحرك المياه الراكدة بين الفرقاء فهو مناسبة للتصالح وفيه ترى الفرح والسعادة التي تجعل النفوس تقبل على كل خير لأنها مناسبة تلين القلوب القاسية.
شرّعت الأعياد في الإسلام لحكمٍ سامية ولمقاصدٍ عالية، ومن هذه الحكم أنَّ تكون الأعياد فرصة للفرح والترويح عن النفس من هموم الحياة وفرصة للتواصل وصلة الأرحام وتقوية الروابط الاجتماعية، ونشر المودَّة والرحمة بين المسلمين.
الإسلام لا يصادر المشاعر، ولا يحجب العواطف، وإنما يهديها ويوجهها توجيهًا إيمانيًا، لتعود بالخير على صاحبها وتبني فيه القيم الإيمانية، لتكون هذه المشاعر وسيلة قرب لله تعالى، وفرحة المسلمين ومشاعرهم الخاصة بالعيد مربوطة بطاعة خاصة ألا وهي الصيام، ليتعلم المؤمن أن الفرح والسعادة تكون بإتمام الأعمال الصالحة كما يحب ربنا ويرضى، حيث قال تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) (يونس 58).
العيد فرحة وسعادة تتجلى فيها روح العطاء. وهذه الفرحة التي ينعم بها الغني والفقير، والكبير والصغير، تجري في دماء الجميع روح المحبة والإخاء، تذهب عنهم الضغائن وتسودهم المودة، فالحكمة من العيد هو نشر السعادة والترويح عن النفس من هموم الحياة، وإسعاد أفراد العائلة وبث روح الألفة والمودة والرحمة والحب بين المسلمين.
العيد هو المناسبة العطرة التى ينسى الناس فيها أو يتناسون همومَهم وأحزانهم، ولا يرضون بغير السعادة والفرح بديلا، وبوصفهم جزءًا من نسيج المجتمع، فالعيد مجال رحب واستثمار جيد لنشر بذور المحبة والاستقرار في المجتمع، فالعيد عنوان الفرح والسعادة.