لو افترضنا أن أحدهم كتب كلاما جميلا ومؤثرا جدا وهو غير معروف ، ستمر كتابته مرور الكرام الا من كان قلبه شهيدا ، بينما لو كتب مشهورا ما كلاما بسيطا يعني متداول بين الناس
سيشير له الجميع ، هكذا جماعة السوشيال ميديا ، غالبا ما يروجون للمشهور على حساب الأهم من المهم ، انه مجتمع الظاهرة مجتمع قائم على الترويج لا على الضرورة ، أنت مثلا
قل شيئا ما مهما جدا ، لا تجد من يهتم به الا من يعرفك ، فإذا قال ذلك أخر من جماعة السوشيال ميديا سيهتم به الجميع ، ممن يعرف ولا يعرف ، فالخبر بيد الشهرة والشهرة بيد
الجمهور والجمهور بيد السوشيال ميديا ، فما هو السوشيال ميديا ؟
هو جمهور فوضوي عشوائي تجذبه الموجه ، اينما تسير الموجة يسير معها بغض النظر عن
الأهمية ، فهذا الجمهور يعتمد على أهمية الخبر من الشهرة لا من الموضوعية ولا من الاهمية
ولا من الضرورة ، مجتمع يجذبه الكثرة ، والكثرة متأثرة بالشهرة ، وهكذا دواليك بعضها من
بعض ولا تعرف سر القضية ، لذلك هنالك صورة للمشهور ، تجميل وجمال مصنوع ومؤثر
يتلاعب بقناعات الجمهور ، يعني امرأة ذات مفاتن صناعية تستطيع أن تكسب ملايين الجمهور
من الذكور المراهقين ممن يسيل لعابهم على مفاتن الجمال وهذا الجمال مصنوع بالبوتكس والسيليكون لمظاهر جسدية ، مؤخرة منتفخة وخصر مضغوط ووجه مصنوع وأسنان مركبة وشفاه ممتلئة ، سيذهب الذكور لهذا مهما كان ما يبدر منه ويظهر ، سيئا أم مبتذلا ، سيقبلوا به
بكل الاحوال مع أن غالبيتهم لا ينتفع منه ؟ أي انهم لا يحصلوا منه على شيء سوى التملق
والتزلق والزحف ، فهي ( المرأة الصناعية ) فرحة مسرورة بما لديها ، تخدعهم بكلمات الشكر والثناء والاعجاب وهم مسرورون جدا بما بدر منها ، وهكذا بدأت صناعة الشهرة ،مودلات ويوتوبيرات فاشلات لا ثقافة ولا علم ولا معرفة ولا وعي مجرد جمال صناعي ، جعلهم يخضعون بكل مهانة له ، ويرضون بأي كلمة اطراء تبدر منه ….
جهل مع سبق الاصرار وتجهيل عن رضا مسبق ، الحلوة الصناعية تقول والسفهاء يشكرونها ، ويرتاحون جدا لكلامها ، ما دامت تمتلك مؤخرة مثيرة ووجه فاتن وخصر مضغوط ، فهذا يكفي لأن يسجل المراهقين حضورهم في منشور يومياتها في الانستغرام والفيسبوك والتليكرام والفايبر ولماسنجر وغيرها ، وثمة طريقة أخرى أكثر بشاعة من الجمال الصناعي ، هي طريقة خالف تعرف ، نساء سخيفات قبيحات يعتمدن على شهرتهن من خلال سخافة ما يطرحن من مواضيع مبتذلة تكسبن به التعليقات وفي التعليقات وكثرتها دعم لهن من حيث لا يشعر بها الاخرين ، هم يذمون ويعترضون على ما ينشرن وبالتالي كثرة التعليقات سلبا او ايجابا هي مخصومة لهن ، فأن سياسة الفيسبوك تعتمد على كثرة التعليقات لا على نوعيتها ، وهذا بحد ذاته نصرا لهن لا عليه ، ولكن الناس غفلة وجهلة لا يعلمون ان كثرة التعليقات تصب في مصلحة صاحب المنشور باعتبار ما ينشره الفرد سلبا ام ايجابا هو محط اهتمام العامة ،
وهكذا يستفيد المبتذلين والرخاص من الخلاف والاختلاف لمصلحتهم العامة ، وما زلنا لليوم لا نفقه سياسية الفيسبوك في اشهار الشخصيات ، لأنه يعتمد على التعليقات كعدد لا كنوع !!!!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *