نفشل مجدداً في تقديم الفن الذي يليق بتاريخ الفن العراقي، رغم توفر المُعدات الرصينة وميزانية جيدة، نفشل مجدداً لأننا لا نملك ممثل جيد، فلو عدنا للوراء لرأينا الممثل متطور لذلك يغطي على عدم تطور المعدات، والفكرة. العفوية، وهذا ما يخدم النصّ الضعيف، أن يكون الفنان عفويّ، وأن يكون شغله الشاغل خدمة الفن، ولكن، يأتيك الخبير الناطق ويخبرك (يأبه الفنان لازم يجمع فلوس، يريد يعيش) ليعيش ولكن ليس على حساب الفن وتقديم تضحيات النجوم الكبار قربان لصنم النقود. ثم يأتيك خمير آخر ويقول (يأبه محمد هاشم ممثل عظيم، عارضة الأزياء إمكانية رهيبة، فلان فضيع) هنا تبحث عن النصّ- سيناريو المسلسل- لتأكله دون ماء. وأبا الخمرة لم يكتفي بكونه كاتب رديء ومخرج كذلك، بل فضل اليوم أن يصبح ممثل، وهي كوستر والنفر خمسمية، تعال وأصعد. ولو كان الأمر لي لحرقت (الكوستر) وفكنا الصداع الذي يتسبب به فنان ساذج. فهل حسام يستحق دور البطولة، ممثل مقتبس، وملايين بطلة؟ الرقص يأخذ دور البطولة وصاحب العقرب (أخو آخيته) في عمل لا يستحق كلمة عمل، هل نحن سُذج؟ لتمر علينا هذه المهزلة وحين تعارضها تنعت بالذي يريد التحليق خارج السرب، عمي (جيب السرب اليوم أشكه) أيُّ سرب الذي نريد الخروج منه حين نعد أنفسنا للحديث عن مهزلة في الفن، فبعد أن كان فن الجميلي والرفاعي والكثير من العمالقة، صار اليوم لمحمد هاشم وأبو خمرة وحسام، أوجدت مهزلة أكبر من هذه؟ قطعاً لا مهزلة تتفوق على هذه التي صار فيها حسام ممثل، غداً نرى نور الزين بطل أفلام الآكشن العراقي، ونصرت صديق البطل ومحاربة الأعداء في الفلم، غداً إسراء طالبة جامعة تعشق الطالب الذي قدم من السويد من أجل الدراسة في جامعة التراث، يعثر وتسقط كتبه، أما تتعثر هي- إسراء- به فيساعدها وتبدأ علاقة حب، كون ما بدأت. غداً تتوحش المهزلة، من يملك النقود يقود السفينة، قبطان ماذا، النجار غداً هو من يسوق الطيارة. هذا الفن، في طريقه للسقوط في وادٍ، أليس هو الآن ساقط؟ بل نحن الساقطين حين أهملنا ذوقنا فرأينا في تجارب ساذجة أنها تجارب رصينة، إهمال الذوق جريمة، تركه يصنع نفسه بنفسه دون التركيز على ما يخدمه للوصول إلى الرصانة، جريمة نحن مجرمين حين نقبل بالقليل، لأننا لا نهتم للتاريخ، فنرى فَنّنَا عادي في كل وقت، وهذا ما استغله حسام وأبو خمرة- أبا خمرة – وهذه نصيحة، للمخرج والكاتب والممثل والسابق والرسام والفيتر ومساعد حكم وحكم ساحة وسباح أولمبي وعداء عالمي، بعد ماذا؟ وسائق تريلة ولاعب ريشة، متى، رحمة لمتى، متى تكف عن هذا التهريج تحت مسمى (عمل فني) وتجلس تفكر قليلاً وتتذكر خليل الرفاعي.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *