مرت سنين وشخصية الفرد العراقي بين مطرقة الباحثين يصرعونه بين الحين والآخر بسيل من التحليل والنقد أمثال الدكتور علي الوردي وعبد الجليل الطاهر ومتعب مناف حيث يعزوا كل منهم النشوزية في شخصية الفرد العراقي إلى سبب ما قد يكون صراع بين الحضارة والبداوة او النزعة الولائية لكن الدراسات العلمية النفسية تؤكد على استقرار شخصية ونفسية الفرد اذا ما توفرت البيئة السليمة المناسبة لذلك لكن ما صنعته الظروف القاسية سواء على الصعيد الديني او السياسي او التربوي او الاجتماعي جعلت من فسيولوجية الشخصية العراقي جدلية ، انفعالية ، مبهمة فمثلاً عندما يرافق الطفل ابية إلى المقهى او اي مجلس اخر يحاول الاب ان يجعل من طفله ولداً مهذباً في الكلام والجلوس غير فوضوي لكن ستظهر النزعة الطفولية الفوضوية بعد زوال المؤثر ومغادرة المكان فتراه يهرول مع الصبية في الزقاق ليمارس طفولته الاعتيادية كما أشار علي الوردي ومن هنا نمت لدية شخصيتين أحدهما ما يطلبه الأب والأخرى الفطرة . ثم ذات الطفل ينصدم بالديماغوجية الدينية وهو الإيمان المفرط بكل ما يصدر او ينقل من رجال الدين والأولياء الصالحين من روايات وأحاديث أيمانناً مطلق سواء كانت حقيقية او خرافة يحيطونها بجدار من التحريم في النقاش وتطبيقها دون قيد او شرط طمعاً في التخلص من المحن والرزايا والذنوب والتقرب إلى الله لكنها تنصدم بعد ذلك بين العقل وخراف الكثير منها فيسقط الفرد بين شباك الصبغة الدينية التي تمنع النقاش في الأمور الغيبية والفلترة العقلية وتفنيد خرافة الكثير منها ومرة أخرى تطفوا على شخصية الفرد عنصرين الأول العقل وعدم تقبل الكثير من هذه الخرافات والعنصر الثاني هي النزعة السماوية المزروعة بداخله والخوف منها ولا ننسى ايضاً تأثير السلطوية الفاشية من قبل السلطة في ظل هذا الوضع المزري من فقر وغياب للقانون يدفع الشخص إلى تأليه الشخوص وشيوع ظاهرة السادية والتعلق بالقوي معتمداً على سيكولوجية الحشد لتوفير ملاذ أمن حيث ترى الشخص مازوشياً في الرضا والخنوع وسلب الارادة والحرية لصالح الشخصية السادية وهنا تنشأ لدية شخصية متصدعة متذبذه بين العبودية وألم فقدان الحرية ان هذا التصادم افرز لنا هذه الشخصية المبهمة الشاذة التي تفتقر إلى التفرد بالقرار والاستقلال الفكري الذاتي فالمجتمع يحتاج إلى ثورة توعوية تهدف إلى بناء شخصية اكثر اتزان وجرأة في النقد والطرح واتخاذ القرار لكي تنتج لنا بيئة مثقفه سليمة

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *