اقرأ قبل أيام في كتاب ” كلام في السياسة : قضايا ورجال ” للصحفي المصري الكبير محمد حسنين هيكل ، قوله بما مضمونه من ان الرئيس الامريكي له التأثير على الرأي العام العالمي نتيجة امتلاكه قوة القرار والمال والاعلام بوصفه رئيس سيدة العالم الولايات المتحدة الامريكية ، ومن خلال هذه القوة وهذا التأثير فأنه دائما ما يحول الانظار بين المواقع حالما يشعر ان هناك ضيق او انتكاسة في الداخل الامريكي ، فيختلق الجولات المكوكية نحو الشرق الاوسط او افريقيا ويصطنع مبادرات واحاديث اعلامية كفيلة بأخذ الرأي العام العالمي معها ، لأن الرئيس الامريكي يستطيع اعادة ترتيب الاولويات وتحويل الانظار من حيث لا يريد الى حيث يريد .
أقول قريب من ذلك ما يمارسه الساسة العراقيين مع الشعب اثناء توليهم زمام الامور ، فهم بما يملكون من سلطة ومال وجيوش الكترونية ووسائل اعلام ، يحاولون دائما تحويل انظار الرأي العام العراقي بين المشاكل والموضوعات والاهتمامات ايضا ، فنجد اختلاق لأهتمام بمشكلة الحدود في بعض الاحيان وبمشكلة المياه في احيان اخرى وبمشكلة الكهرباء وبمشكلة التجارة وهكذا يمتلكون كم هائل من المشاكل التي يستطيعون تقليب انظار المواطن العراقي فيما بينها كلما احتاجوا لذلك ناهيك عن الموضوعات الفكرية والعقدية التي يلجئون اليها حينما يحتاجون احياء الماضي  لفرض سيطرته على الحاضر وحمل جزء من مشاكل الواقع لإلهاء الناس عنه .
وهذه المناورات السياسية واللعب بأفكار وانتباه الناس ، مطلوب من المثقف الحقيقي لا سيما وهو يفترض به قائد وذاكرة للجماهير ان يؤشر بقلمه الحي عليها دائما ويحافظ على تفكير الناس من ان ينحرف نحو ما يريده السياسي تبعا لمصالحه وغاياته الشخصية ومصالحه السياسية .
ونحن مقبلين على حر قائض في فصل الصيف وسط جو سياسي ساخن ، تغيب فيه حكومة منتخبة ، ويتباحث فيه الساسة بالاستعانة بما وراء الحدود عن تشكيلها بما يضمن ويؤمن مصالحهم الحزبية ، سنجد ونتابع ونرى عشرات الموضوعات التي تلعب بمخ المواطن العراقي المتعب ولا نجد موقف حقيقي للمثقف العراقي الحقيقي هذا ان وجد مع الاسف الشديد !

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *