من مشاهير قراء القران الكريم المصريين ، المعروفين في العالم العربي والاسلامي ، بأصواتهم الجميلة الرخيمة المهيبة ، الذين  ابكوا بها ملوك ورؤساء دول ، من شدة الخشوع والتأثر بتلاوتهم المعطرة والمؤثرة في نفوس مستمعيهم ، انهم الشيخان  عبد الفتاح الشعشاعي 1890-1962  وابو العينين الشعيشع 1922-2011   اللذان مازال حضورهما التاريخي  الى بغداد اواخر عام 1950 ، ومشاركتهما المتميزة بتلاوة  القران الكريم على روح الملكة عالية  ( والدة  فيصل الثاني ملك العراق ) في مجلس الفاتحة المقام في الروضة الكاظمية والبلاط الملكي ، خالدة في ذاكرة العراقيين ، حيث يحتفظ البعض منهم حتى اليوم بأشرطة تسجيلات لتلك التلاوة المعطرة التاريخية ، التي خشعت لها القلوب والنفوس آنذاك.
ومن اجل معرفة المزيد عن قصة حضورهما بغداد ومشاركتهما في ذلك الحدث التاريخي ( وفاة والدة فيصل الثاني ملك العراق ) من خلال تلاوتهما القران الكريم وردود الفعل لدى المستمعين لهما ، ذكر الباحث والمؤرخ عبد الرزاق الهلالي صاحب كتاب ( من حديث الذكريات  ) الذي عايش تلك الايام الخوالي بحكم عمله سبع سنوات في التشريفات الملكية في العـــــــراق 1947-1954   قائلا :
عند وفاة الملكة عالية رحمها الله يوم  21-12-1950  اقيم في مساء اليوم التالي مجلس الفاتحة  على روحها الطاهرة في البلاط الملكي والروضة الكاظمية ، وقد استعين بعدد من مقرئي القران الكريم  من العراقيين  امثال الملا مهدي والحاج محمود عبد الوهاب… ويواصل الهلالي قوله : لكن الذي حدث في اليوم الثالث من الفاتحة ان الحاج عبد الهادي الجلبي كان قد تفاهم مع اثنين من مقرئي القران في مصر ، للقدوم الى بغداد لتلاوة القران الكريم في مجلس الفاتحة الذي قرر اقامته على روح الملكة عالية في الروضة الكاظمية ، فحضرا في صباح  اليوم الثالث وبدا بتلاوة القران الكريم على الطريقة المصرية الجميلة  ، فأحدثت قراءتهما ردود فعل عظيمة في نفوس الحاضرين الذين كان عددهم كبيرا في اليوم الثالث ، واخذ الناس  يقصدون الكاظمية لسماعهما وهما يقران القران الكريم في مجلس الفاتحة التي اقامها الجلبي بعد ذلك..
ويضيف الهلالي قائلا : الذي اذكره  عن هذين الشيخين ، ان الوصي عبد الاله من شدة اعجابه بقراتهما اصدار ارادة ملكية بمنح كل واحد منهما وسام الرافدين من الدرجة الثالثة ومن النوع المدني ، وقد استغلت الاذاعة العراقية فرصة تلاوتهما المعطرة في البلاط الملكي والروضة الكاظمية ، فقامت بتسجيل تلك التلاوة بأشرطة لانزال تذيعها على الناس بين الحين والاخر (انتهى حديث عبد الرزاق الهلالي).
مازلنا نتذكر مشاهير قراء القران الكريم ، لانهم اصفياء القلوب ، كرمهم الله تعالى بنعمة جمال الصوت وصفائه، فبتلاوتهم لكتاب الله  (القران  الكريم)  ترتاح النفوس المتعبة والقلوب المكلوبة، حيث يزال الهم والغم ، وتتعزز بسماعه الحالة الايمانية وبه تتوحد الامة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *