بالأمس شاهدت لوحة عن الانسان القديم والعصر الحجري، وبدأت علامات الاستفهام تتطاير فوق رأسي كالعصافير القلقة.
كنت افكر بمصاعب الحياة بذاك العصر، البرد الحر الوحوش الطعام، العيش بالكهوف، المرض والعلاج، ولو نظرت جيدًا ستجد ان كل شيء اصعب عشرات المرات من الان.
و لكوني شخص يدقق في المفاهيم بحجم تدقيقه بالتفاصيل تسائلت: هل كان الانسان حينها (سعيد)؟
هل يمكن ان نصف حياة كهذه سعيدة، فمقاومة كل هذه المصاعب ستجعل العناء والتعب يرافق الانسان من اول لحظة يولد فيها الى اخر لحظة.
في عالم يمكن للنملة ان تقتله فيه، وبأخذ النظر التغيرات الشكلية للطبيعة والكائنات، ولكونها كانت اكثر شراسة واقل تطور، في الوقت الذي كانت فيه الكثر من الكائنات لم تنقرض بعد.
و لكوني شخص لحوح بأيجاد الاجوبة، قارنت الانسان بالحيوان، فالسؤال الاخر هل الحيوان الحالي سعيد؟ فهو يملك نفس معاناة الانسان القديم على وجه التقريب.
وعندما فكرت وجدت ان الحيوان الحالي سعيد، تحت مقاييسه هو لا مقاييس الانسان المعاصر.
فما هم الحيوان؟ انه لا يفكر في المستقبل ولا يركز في الماضي انه لا يرى المعاناة على انها معاناة بل يراها على انها اسلوب حياة، انه لا يقلق على عمله ولا يهتم لدراسته، لا يطمح في بيت اوسع، ولا رفاهية عيش، انه كائن مقتنع جدًا بما هو عليه.
وكذلك الانسان القديم، ورغم اني لا اقارن الانسان بالحيوان، لكن قلة الوعي وتطور الحياة جعلت الانسان مساوي بالسعادة للحيوان، فلا هم له سوى ايجاد الطعام وكهف يأويه.
تغير الوعي من الانسان القديم الى الانسان المعاصر هو ما صنع معنى للعناء، فالعناء جاء عندما بدأ الانسان يفكر بالمستقبل، حينما فرض الواقع عليه التفكير به.
أني اتخيل الانسان القديم لم يجد الحزن حتى في فقد احبابه، على عكس الانسان المعاصر الذي بالغ في كل تصرفاته، حتى اصبحت العاطفة شغله الشاغل.
وربما الامر بديهي، فكلما تطور الانسان كلما احس بالاشياء اكثر.
ربما سيأتي زمان نكون فيه عبارة عن كُتل من المشاعر تطفو في الهواء.

غوتنبرغ / 2019

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *