أزاحم نفسي
كي أنزل من الحافلة
لا الطريق انتهى ولا أنا وصلت
أزاحم نفسي،
كي أجني سخط الباب
وضغينة من ينزلون بسهولة
كما لو أنّ أحداً يرمي بهم
في عرض الطريق
أزاحم نفسي لأوهمها
أنّ هناك من يتعلّق بأكمامها
ويشدّها إليه
أزاحمها كي لا تسبقني إلى الباب
وكثيراً ماحلمتُ
بأنّي بابٌ يريد النزول
دونما صرير ينزّ من مفاصله
كلّما توقّفت في مخيلّته
حافلة متعبة
❇❇❇
ليس للأرضِ دورٌ في سيرةِ الفحم
فلمْ يكن قلبها أسود
ولم تكن تحمل فرشاةً
كي تلوّن كلّ من يلوذ بها
الفحم شبيهنا جميعاً
تحمرُّ وجنتاه، وأذناه
عند ملامسة النار
ويتقافزُ بعضُ أوجاعهِ في الهواء
لكنَّه يستكينُ
ويخمدُ كأي كائنٍ ذليل
يحزنُه زيفَ البياض
عندما يكون رماداً
❇❇❇
بوسعي أنْ أغنّي لكَ صباحَ مساء
فأنا أحفظُ آلاف الأغاني
ولديّ صوتٌ دافيء
وحزين
بوسعي أنْ أفعل ذلكَ كلّه
دونما ضجر
شريطةَ أن تضعَ مافي يدكَ جانباً
لبرهةٍ قصيرة أيّها الربّ
كي تسألني :
هل أنتَ بخير ؟
❇❇❇
دعْني أنطفيءُ
في المواقد النّائمةِ
فقد أتعبَني الخلقُ
منذُ صارتْ حياتي جمرةً وحيدة
وأضعتُ أنفاسي
أنفخُ من روحي في الفحْم
عسى أن يحمرّ جلدُه
دعني أصلحُ من شأن النار
بلساني إن شئت
أو بالحطب الذي يسكن قلبي
دعني أكتب ديوني
في ذاكرة الرماد
فربّما يغفر لي
من أقرضني أيّامه من الموتى
دعني أسحب كرسيّاً
من خيزران غابتك لأجلس
بين يديك
وأسلمَ أنفاساً باردة
لآلهتك المتوحّشين الصغار
❇❇❇
تركتَ لي المفتاحَ عند العتبة
تحتَ السجّادة الصغيرة المتربة
،حيث يمسح الغرباءُ
أحذيتهم قبلَ أن يدخلوا
سيكون عليّ ان أنحني
كي ألتقطَه وأفتح الباب
الباب بعينه الوحيدة
لم يصبْ بالعمى بعد
وماعليّ سوى الانحناء
لأعرف كم تشعر المفاتيح بالإهانة
حين نفكّر نيابة عنها
بضوءٍ يهجر عيون الأبواب
❇❇❇
خلّوا بيني وبينه
إنّه يطعن أسماء من أحب
بخناجره الصدئة
ويتحدّث بشغف
عن الدم الملوّث بالأغاني الرخيصة
أدركوه ،،
فقد يجنّ جنونه
ويفتكُ بالماء في قوارير النهر
والهواء في أنفاس العاشق
اقتلوه
قبل أن يجهز على الدمع
في محاجر العيون
وإن شئتم
صلّوا له ولوّنوا كواحلكم
ورُكَبكُم بالخدوش
احفظوا على الكِبر طوال السّور
و لاتنسوا
أن تشعلوا على باب صويحباته
شموعاً شاهقة
وبخوراً كثيف الرائحة
عسى أن يعرف
أنّه لن يحصد منكم سوى تراب
تحثونهُ على رؤوسكم
حين يُعملُ خناجره
في قلوب من تحبّون
❇❇❇
لم تمطرْ في المقهى
الغيمةُ الّتي شربت القهوةَ هناك
اقتربتْ من النّادل
وناولتْهُ صورةً غائمة
لرجلٍ قال : إنّه يعرفُه
وأردف :
رجلٌ في نهاياته الموحلة
كان المطر في حياته
وقتاً مستقطعاً
من فرائض البارود