الناس ثلاث فئات .. أما جاهل أو متعلم أو مثقف .
فالجاهل لم يلتحق بمدرسة ولم يتعلم ، لذا فقد حرم من نعمة العلم واحتوته ظلمة أضاعت عليه معالم الطريق .
أما المتعلم فقد التحق بمدرسة ونهل من علومها ولكنه توقف في منتصف الطريق ولم يضف شيئا الى ما تعلم .
أما المثقف فقد تعلم في مدرسة اولا ثم لم يتوقف بل زاد من علمه علما بالبحث والتقصي والدراسة ، وكان الكتاب الهادف رفيقا له أينما حل وارتحل .
وهو ذا شأنه ليس كشأن الآخرين وسلوكه ليس كسلوك الآخرين .. انه نسيج لوحده بما تعلم وفهم وأدرك ، انه باختصار كنز من المعرفة والسلوك معا .
وفي قراءة سريعة لتعريف الثقافة يمكن أن نقول أنها كم من المعرفة يضاف اليها انضباط في السلوك .
أجل تلك هي المعادلة التي تعيد الأمور الى نصابها والا ما جدوى الثقافة وقد افتقدت السلوك الذي تتبين فيه معالم الطريق بعيدا عن الأنحرافات .
ورب جاهل يمتلك من الثقافة السلوكية أكثر مما يمتلكه أدعياء العلم والثقافة ، ذلك أن هذا الجاهل طبع على تربية سليمة عرف من خلالها كيف يتكلم وماذا يتكلم وكيف يتعامل مع الآخرين وكيف يصون لسانه من الغيبة والنميمة وكيف يحافظ على سمعته ..أما الذي تعلم ونال الشهادات العليا وزعم أنه في قائمة المثقفين فلن ينفع زعمه هذا اذا افتقد مقومات السلوك وركبته موجة من الكبرياء والغرور.
ومع هذا وذاك فان كل مجتمع له ثقافته الخاصة به بما يحمله من معرفة وتراث وسلوك ، كما أن كل جيل له ثقافته من حيث توفر الأسباب اللازمة لها فان توفرت لها شروط الارتقاء ارتقت وان لم تتوفر هبطت ..
وفي آخر المطاف نتساءل : هل وطننا اليوم حاز نصيبه في هذا الميدان ؟ وهل هذا الجيل وسط أجواء عاصفة تيسرت له وسائل الثقافة بشقيها المعرفة والسلوك ؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *