عد أن تصاعدت أعداد الإصابات بمرض الحمى النزفية لتعم كل محافظات العراق من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب كما تصاعدت أعداد الوفيات جراء هذا المرض فما كان من الحكومة  لمواجهة هذا الوباء الخطير الذي يهدد حياة المواطنين إلا تشكيل لجنة من وزارتي الزراعة والصحة للتصدي لهذا المرض  ومن حقنا ان نسال الحكومة ماذا حققت لجانكم التي تم تشكيلها ولجان الحكومات السابقة للعديد من القضايا المهمة والخطرة التي تعرض لها أبناء شعبنا وتعرض لها بلدنا وأهمها لجنة تقديم قاتلي شهداء انتفاضة تشرين للعدالة ولجنة ضحايا جسر الزيتون في الناصرية ولجنة الهجوم على منزل رئيس الوزراء بطائرات مسيرة وقبلها اللجنة البرلمانية عن أساب سقوط الموصل والمحافظات الأخرى بيد داعش ولجنة جريمة سبايكر ولجنة فاجعة الحويجة ولجنة جريمة الزركة في النجف ولجنة هروب سجناء داعش من سجن أبو غريب وسجن القصور الرئاسية في  البصرة ولجنة جهاز كشف المتفجرات ولجنة الفساد في عقود وزارة الدفاع  ولجنة المغيبين والمحتجزين من أهالي جرف الصخر وسيطرة بحيرة الرزازة والمغيبين من أبناء محافظات الانبار وصلاح الدين وعشرات ان لم أقل مئات اللجان التي تم تشكيلها ولم  يعرف الشعب العراقي نتائجها بسبب ضغوط الأحزاب والكتل المتنفذة الضالعة في عمليات القتل والتهجير والتغييب القسري وتهريب السجناء وعمليات الفساد في العديد من العقود .
ان هذا المرض الخطير يتطلب تضافر جهود أكثر من وزارة وأكثر من جهة مع طلب العون من منظمة الصحة العالمية وغيرها وحسبكم ما تم فعله يوم حدثت أولى إصابات هذا المرض عام 1979 في مستشفى اليرموك في بغداد  لمريضة من أهالي محافظة الانبار حيث بذلت إدارة المستشفى جهود جبارة للتصدي لهذا المرض وتم تشكيل فريق عمل من عدد من الأطباء الاختصاصيين يرأسه مدير المستشفى ويشرف عليه وزير الصحة أنذلك وتم تفريغ قسم النسائية والباطنية لاستقبال الإصابات المحتملة وتم تعقيم المستشفى بكل أقسامه و استمرار التعقيم على مدار الساعات وطيلة ساعات اليوم وتم بجهود وزارة الصحة استدعاء الدكتور سمسن من منظمة الصحة العالمية ومعاونه واللذان قدما الى العراق بصورة مستعجلة وكان مدير المستشفى ومعاونه يتناوبان على المبيت في المستشفى وتم تهيئة مستشفى الحميات لمجابهة هذا المرض مع تهيئة كل المستشفيات الأخرى في عموم محافظات العراق وكان وزير الصحة يداوم في مستشفى اليرموك ليل نهار وأرسلت نماذج من عينات المصابين الى مختبرات في أمريكا وبريطانيا ومنظمة الصحة العالمية  وتم القضاء على المرض خلال أيام  وحازت إجراءات وزارة الصحة وعمل الأطباء الاختصاصيين والبيطريين وأطباء الفيروسات على إعجاب وتقدير منظمة الصحة العالمة للإجراءات والخدمات الصحية المتطورة وبهذه الجهود السريعة والفاعلة والعمل المتفاني من الأطباء والفنيين تم القضاء على المرض خلال أيام ولم تزداد أعداد الإصابات ولم ينتشر المرض الى محافظات أخرى  ومصابين آخرين نتيجة الإجراءات الفاعلة والسريعة , وفي هذه الأيام ومع انتشار هذا المرض ينتظر العراقيون إجراءات لجنة وزارتي الصحة والزراعة لمجابهة هذا المرض الخطير وكيف سيتم القضاء عليه ومتى؟ بعد ان تزايدت أعداد الإصابات والوفيات جراء هذا المرض وعمت كل محافظات العراق فهل ستكون هذه اللجنة كسابقاتها من لجان التسويف والتعطيل رغم ان هذه اللجنة لها مساس بحياة المواطنين؟ .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *