ّ
حتماً سأنجو من هذا الغياب
حتى لو أختفي في صرعات الكوابيس
رغماً عن نوايا المحطات المريبة
وعن الظلال التي مازالت تطاردني
سأكشف له مواثيقي الشخصية
سأوقظ طفولتي
وأستحضر له ميلاد أحلامي المجهضة
و فراشي الذي شاركني الدعاء بعد ضيق ذاكرتي
و الهوامش الهامدة التي تركتها أسفل القصيدة
سأدلّه على قارب طفولتي
وعن الضفاف التي سلكتها أحلامي
حين إشتهتني الفصول
و الحافلة التي إستقلّيتها أول مرّة
في طريق التوَهان
سأدلّه على الأشباح التي أسدلت ستائر الظهيرة
في وجهي
وعن دمعي الذي تجمّد عند قبر أبي
و الحروب الماجنة
التي تعرّت أمام وجه الله
و الحصار الذي أوجع الميتين
وعن الغياب الذي وِلِدَ بعد رحيل الأمنيات
وعن أصدقائي الذين لم يفقهوا الحروب
فأستقلوا أحلامهم إلى الأرض الحرام
قبل أن يفقدوا رؤوسهم
سأدلّه على صورتي الشمسية
التي تركتها عند أسفل الجسر العتيق
و الوردة التي تخمّرت بعد طول إنتظار
في أي الإتجاهات يريدني أن ألوّح له
وهل سيربك خلوتي
إذا ما ألتهبت المسافات
وإذا ماأقمت الحدود على خيباتي البكر
وهل سيدعوني إلى مشاويره المتوجسة
ويرميني بسيل الأسئلة
وهل له حضور إذا ما أشتبكت الريح
وأبتلَّت الظلال

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *