قبل بضعة ايام وقفت على مقالة رثائية دونها الصحفي الرياضي حسين الذكر وهو يسرد من خلالها رحلة نجله (انصار ) مع الموت البطيء ومحطات وداعه المتوالية التي انتهت عى نحو اليم وقاسي وادركت من خلالها ان الذكر وهو يدون ذلك المقال سطره بدموعه وبشهقات قلبه الحزين على فقدان ولده البكر الذي تماهى واياه في محطات البلد السائر على جمر الحروب والازمات لتخطف عبر تلك المتواليات شبابا بعمر الزهور فقدوا عند رحيلهم امالهم التي حملوها على اكتافهم ليسيروا واياها نحو تحقيق الحلم بغد عراقي زاهر يحمل لهم الامنيات السعيدة والطموحة ..
وحقيقة فان مقال الذكر الرثائي قادني الى فكرة اخرى وهي عن مديات تحقيق وتفعيل فكرة توفير الضمان الصحي لشريحة الرياضيين وابعادهم عن مسالك التنقل بين العيادات الطبية والمستشفيات ليختبروا من خلالها عن افاق ضيقة تمنح امال الشفاء من قبيل كوادر متمكنة تسعى لتحقيق الامل الطبي لمن يبتغيه حيث نوه الذكر عن افاق للرحلة الاخيرة التي سلكها الحكم الشاب انصار وهو يتنقل بين المشافي املا في الحصول على امنيات الشفاء من المرض الذي داهمه دون جدوى مكتفيا بتشخيصات شتى لايتوزع من خلالها فكر لطبيب ليمنح من خلالها ذوي المريض اية امال يمكن من خلالها اظهار اشعة الامل بين ثنايا الغيوم المتلبدة التي تكاثفت للاسراع بانهاء رحلة ذلك المريض نحو حتفه ومنيته ..
وبالتزامن فقد نوهت صفحة الزمان الرياضي في عدد سابق عن مبادرة اردنية امتدت من خلالها يد الاستجابة لتحيط بعناية برئيس الاتحاد العراقي بكرة القدم السابق عبد الخالق مسعود وتنتشله من ازمة صحية داهمته لتعيد للواجهة اسئلة اخرى من قبيل متى يتم تفعيل قانون للضمان الصحي تنجح شريحة الرياضيين من الاستفادة من معطياته في ظل تعطيل باقي القوانين والتشريعات ممن تمنح الرياضي سواء خلال مسيرته الرياضية او تلك التي تعقب حياة الاعتزال والتواري في كواليس الحياة حياة امنة مهمة تبرز من خلالها قمة العطاء الذي بذله ذلك الرياضي وتوجه بنتائج واستحقاقات غالبا ما تتحول الى معطيات ورقيةاو عينية كاوسمةوكؤوس او شهادات تقدير او نتف من صحف قديمة حتى لايكلف ابن ذلك الرياضي من امعان النظر فيها واستذكار ما حققه الوالد –على سبيل المثال – من انجاز مضى استدعى من اقلام الصحافة الرياضية من ان تمنحه اضوائها وتسلط عليه انوار الاهتمام والاشادة ..
وفي هذا القبيل لم تنفك صحفنا الرياضية عن ابراز مبادرات تبدو اغلبها محددة بالاعلام فحسب وهي تبرز فرصا نالها رياضيون بعد ان عجزوا عن تامين رحلة علاجية متكاملة ومن طراز مميز ينهي من خلالها اوجاعهم التي تضاعفها مساحات التهميش والاهمال ممن يلاقي بها المسؤولين مناشدات شتى تبرز من جانب الرياضيين نحو تامين كلف العلاج او توفير الدواء او الاسراع بتامين مبلغ معتبر لغرض اجراء عملية يستدعي اجراؤها تكلفة باهظة ..
متى يمكن للرياضي وحتى من وسط المعتزلين او بادق تعبير الرواد من ان يحظوا بفرصة رد اعتبار تاتي من قبيل تامين صحي ينهي فيه ذلك الرياضي لمبادرات تكتفي بتصويرهم وقد غالبوا عبرات الخجل والحزن في ان واحد لتترافق مع تلك الصورة مناشدة من زميل رياضي او من عضو هيئة ادارية لنادي وهو يناشد الخيرين بتقديم ما يمكن تقديمه لغرض الحفاظ على صحة ذلك الرياضي الرمز او المعطاء الذي كان في حقبة ما نظير النجومية والاشادة ليتلاشى ذلك الضوء بعد ذلك بسنوات ويبقى الرائد الرياضي يتقاسم هموم الحزن بالتواري وراء عزلة خانقة تمنعه حتى من الافتخار امام عائلته بكونه كان في زمن ما رياضي يشار اليه بالبنان ..
ومادام قانون الضمان الصحي بات قاب قوسين او ادنى من ان يدخل حيز التنفيذ في اغلب الدوائر وبناء على استقطاعات بسيطة من راتب شريحة الموظفين او المتقاعدين فينبغي ايضا ان يتجاوز تنفيذ مثل ذلك التشريع ليشمل شرائح رياضية يتطلب علاجها مبادرات نتمنى ان لاتكون محددة بالتباهي من جانب من يسعى لذلك ويغيب بعدها عن تقديم ما يمكن من خلاله انقاذ ذلك الاسم من تبعات الامراض اللعينة ..