اثار خطاب السيد مقتدى الصدر يوم الاثنين 16/5/2022 الكثير من الاستغراب لانه جاء اكثر انفعالية وهو مختلف عن اللغة الدبلوماسية التي رافقت خطابات السيد الصدر خلال الاشهر الماضية؛ الخطاب كان ناقداً وناقماً وهو خطاب لشخص نافد الصبر وهو من اقوى الخطابات التي قالها السيد الصدر إزاء خصومه، حيث أعلن أشياء معروفة وليست بجديدة لكن بصراحة كبيرة وخاصة موضوع الفساد المستشري في العملية السياسية والحكومات السابقة؛ وأن ورؤساء الوزراء من الإطار التنسيقي الذي تسنموا المسؤولية منذ العام 2005 ولغاية الان تحدثوا عن الفساد وبعضهم حاول التصدي للفساد عبر مؤسسات دستورية كهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية وغيرها لكن من دون جدوى وبعضهم ذهب لتأسيس مجلس اعلى لمكافحة الفساد كما في حكومة السيد عادل عبد المهدي.
خطاب السيد الصدر هذه المرة أكثر واقعية ودقة لأن رؤساء الوزراء السابقين كانوا من الإطار التنسيقي وكانت حكوماتهم يسيطر عليها الفساد لهذا جاء الخطاب مشيرا إلى ثلاثة اشياء مهمة في مقدمتها أنه لا عودة لمشروع التوافقية وهي القضية التي يسعى الإطار التنسيقي للتأكيد عليها فكان رد السيد الصدر بقوله “كلا وألف كلا”، كما اشار السيد الصدر إلى موضوع المحكمة الإتحادية التي يرى أنها أعاقة تمرير الاستحقاقات الدستورية وقرارها بشأن تمكين الاقلية البرلمانية في تشكيل الحكومة خالف المادة الثانية/ب من الدستور التي تنص على (لايجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية) لان الديمقراطية تعني “حكم الأغلبية”، كما أن السيد الصدر قد أشار إلى نقطة غاية في الأهمية وهي التلويح بالذهاب الى الشارع وهذه القضية تستوجب التوقف عندها لان عودة التظاهرات في هذه الظروف هي قضية مقلقة وربما تتحول إلى فوضى، وحتى قرار المحكمة الاتحادية الاخير تحدث ضمناً عن هذه النقطة ولوح بحل البرلمان والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
وهنا لابد من الاشارة إلى أن مشروع السيد الصدر يقوم على تفتيت نظام المحاصصة سيء الصيت الذي يقود البلاد منذ العام 2005 حينما شكلت الحكومة الانتقالية برئاسة ابراهيم الجعفري، لهذا فالسيد الصدر ضرب مشروع التوافقية لتفتيت نظام المحاصصة، وربما يعتقد البعض أن رئيس مجلس النواب السيد الحلبوسي قد عين حسب نظام المحاصصة لكن هذا غير صحيح لان انتخاب السيد الحلبوسي لم يأتِ كممثل للمكون السني بل رئيسا لحزب تقدم.
إذا نظام المحاصصة هو أساس الخراب حتى أن السيد نوري المالكي والشيخ قيس الخزعلي وهما أكبر المنتصرين في الانتخابات الاخيرة ضمن الاطار وصفا التوافقية بـ”الخيانة”.